رقم الزائر
.:: أنت الزائر رقم ::.بحـث
ساعه المنتدى
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1750 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Shimaa mohamed فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 33047 مساهمة في هذا المنتدى في 8852 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام | ||||
ريهام | ||||
عين الحياه | ||||
لؤلؤة المنتدى | ||||
سحر الشرق | ||||
abdullah99 | ||||
امانى | ||||
رحيق الايمان | ||||
احمد عبدالباسط | ||||
joka.jaky |
دخول
مجموعة منتديات مصر الحره
مجموعه منتديات مصر الحره |
زيارة هذه المجموعة |
اشتراك في مجموعه منتديات مصر الحره |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر الحره على موقع حفض الصفحات
من أسباب المحبة: قراءة القرآن، وتفهم معانيه (1)
منتديات مصر الحره :: منتدى أرشيف المنتدى والفائض من إبداعكم :: أرشيف المواضيع المكررة والفائض من إبداعكم
صفحة 1 من اصل 1
من أسباب المحبة: قراءة القرآن، وتفهم معانيه (1)
من أسباب المحبة: قراءة القرآن، وتفهم معانيه (1)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الأسباب الجالبة للمحبة
قال ابن القيم -رحمه الله-:
"فصلٌ في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها، وهي عشرة:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر، والتفهُّم لمعانيه، وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد، ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض؛ فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره، وإحسانه، وآلائه، ونعمه الظاهرة والباطنة؛ فإنها داعية إلى محبته.
السابع: وهو من أعجبها: انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيدًا لحالك ومنفعة لغيرك.
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله -عز وجل-.
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبوب إلى منازل المحبة، ودخلوا على الحبيب، وملاك ذلك كله أمران: استعداد الروح لهذا الشأن، وانفتاح عين البصيرة، وبالله التوفيق" ((مدارج السالكين) (3/17- 18)).
1. قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه:
قوله -رحمه الله-: "أحدها: قراءة القرآن بالتدبر، والتفهُّم لمعانيه، وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد، ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه"، فأفضل ما يجلب لك حبَّ الله -عز وجل- وأعظم ما تجد به حبه في قلبك هو قراءة القرآن بالتدبر، وأخصُّ ذلك أن يكون في الصلاة، فقراءة القرآن في الصلاة أكثر عونًا للعبدِ على التدبر، قال -عز وجل-: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (ص: 29)، وقال -عز وجل-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد: 24)، فالتدبر هو المرحلة التالية للفهم، لذلك قال: "والتفهُّم لمعانيه".
فالمرحلة الأولى إقامة الحروف وحفظ الكلمات، ثم المرحلة التالية فهم معاني هذه الكلمات، وهو علم التفسير، ثم التدبر وهو أن تقف عند كل آية وكل كلمة، وأحيانًا كل حرف لتتدبر ما فيه؛ فإن دلالات الحروف والكلمات والترتيب كلها يتفاوت فيها الناس، ولا تحصل بمجرد معرفة الكلام، وإنما تحصل بالوقوف عند الآيات بالتدبر والتفكر فيها، وسؤال النفس ما أريد بها، فإن رزقه الله -عز وجل- الفهم والمعرفة فهذا غاية ما يتمناه، وبه يجد الفوائد المتتابعة التي قد تزيد في كل مرة يقرأ فيها الآية، وهذا مع كثرة القراءة، ولذا كان من السلف من يقوم الليل بآية، وسلفهم في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي ذر قال: "قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بآية حتى أصبح يرددها، والآية: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة: 118)" (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).
فتجد الفوائد العجيبة في ترتيب آيات ومثال ذلك: قوله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) الآية (البقرة: 60)، بينما قال -عز وجل- في سورة الأعراف: (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) (الأعراف: 160)، فالانبجاس: الانفجار الضعيف أو بدايته، ففي سورة الأعراف ـ وهي مكية ـ كانت بداية الإخبار بأخبار بني إسرائيل، أما في البقرة وغيرها من السور المدنية كان تمام الإخبار، فناسب الحال لكلٍّ منهما أن تكون الأولى بالانبجاس والثانية بالانفجار، وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- ذلك في كلامه عن آية البقرة حيث قال: "وهذه القصة شبيهة بالقصة المذكورة في سورة الأعراف، ولكن تلك مكية، فلذلك كان الإخبار عنهم بضمير الغائب؛ لأن الله تعالى يقص ذلك على رسوله -صلى الله عليه وسلم- عما فعل بهم، وأما في هذه السورة ـ وهي البقرة ـ فهي مدنية، فلهذا كان الخطاب فيها متوجهًا إليهم، وأخبر هناك بقوله: (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) وهو أول الانفجار، وأخبر ههنا بما آل إليه الأمر آخرًا وهو الانفجار، فناسب ذكر الانفجار ههنا، وذاك هناك، والله أعلم" ((تفسير ابن كثير) (1/279)).
كذلك في سورة هود حين ذكر عذاب قوم شعيب عندما أساؤوا واستهزؤوا بنبيِّهم، قال -عز وجل- في سورة هود: (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) (هود: 94)؛ لأنهم قالوا: (إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) (هود: 87) استهزاءً بنبيهم، وأما في سورة الشعراء فحكى الله -عز وجل- عنهم قولهم لنبيهم: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (الشعراء: 187)، فناسب أن يكون عذابهم كما قال -عز وجل-: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الشعراء: 189)، فأخذتهم صيحة مرجفة، وعذاب من فوقهم، فذكر في كل موطن العقاب المناسب لجرمهم، وذكر في سورة الأعراف أن شعيبًا؛ قال لهم: (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (الأعراف: 86)، فكانوا يخوِّفون أهل الإيمان ويرجفون في الناس لئلا يأتي إلى شعيب؛ آتٍ ممن آمن به، فناسَبَ أن تأخذهم الرجفة كما قال -عز وجل-: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (الأعراف: 91).
وقد أشار إلى ذلك ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره، فقال في معرض تفسيره لآية سورة هود: "وذكر ههنا أنه أتتهم صيحة، وفي الأعراف رجفة، وفي الشعراء عذاب يوم الظلة، وهم أمة واحدة، اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقَمُ كلها، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه، ففي الأعراف لما قالوا: (لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا) ناسب أن يذكر هناك الرجفة، فرجفت بهم الأرض التي ظلموا بها وأرادوا إخراج نبيهم منها، وههنا لما أساؤوا الأدب في مقالتهم على نبيهم ناسب ذكر الصيحة التي أسكتتهم وأخمدتهم، وفي الشعراء لما قالوا: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) قال: (فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، وهذا من الأسرار الغريبة الدقيقة، ولله الحمد والمنة كثيرًا دائمًا" ((تفسير ابن كثير) (4/347)).
وكذلك في قصة موسى؛ أعاجيب من ذلك، فتارة يذكر أحاسيس موسى، وتارة يذكر إلقاء موسى العصا، وتارة يذكر نهاية الأمر بسجود السحرة، وكل موطن يختلف عن غيره، مع وحدة القصة والمضمون، ولكن يختلف السياق في كل مرة.
وما زال الحديث موصولاً عن قراءة القرآن وتدبره، وأثر ذلك في جلب المحبة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الأسباب الجالبة للمحبة
قال ابن القيم -رحمه الله-:
"فصلٌ في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها، وهي عشرة:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر، والتفهُّم لمعانيه، وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد، ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض؛ فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره، وإحسانه، وآلائه، ونعمه الظاهرة والباطنة؛ فإنها داعية إلى محبته.
السابع: وهو من أعجبها: انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيدًا لحالك ومنفعة لغيرك.
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله -عز وجل-.
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبوب إلى منازل المحبة، ودخلوا على الحبيب، وملاك ذلك كله أمران: استعداد الروح لهذا الشأن، وانفتاح عين البصيرة، وبالله التوفيق" ((مدارج السالكين) (3/17- 18)).
1. قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه:
قوله -رحمه الله-: "أحدها: قراءة القرآن بالتدبر، والتفهُّم لمعانيه، وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد، ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه"، فأفضل ما يجلب لك حبَّ الله -عز وجل- وأعظم ما تجد به حبه في قلبك هو قراءة القرآن بالتدبر، وأخصُّ ذلك أن يكون في الصلاة، فقراءة القرآن في الصلاة أكثر عونًا للعبدِ على التدبر، قال -عز وجل-: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (ص: 29)، وقال -عز وجل-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد: 24)، فالتدبر هو المرحلة التالية للفهم، لذلك قال: "والتفهُّم لمعانيه".
فالمرحلة الأولى إقامة الحروف وحفظ الكلمات، ثم المرحلة التالية فهم معاني هذه الكلمات، وهو علم التفسير، ثم التدبر وهو أن تقف عند كل آية وكل كلمة، وأحيانًا كل حرف لتتدبر ما فيه؛ فإن دلالات الحروف والكلمات والترتيب كلها يتفاوت فيها الناس، ولا تحصل بمجرد معرفة الكلام، وإنما تحصل بالوقوف عند الآيات بالتدبر والتفكر فيها، وسؤال النفس ما أريد بها، فإن رزقه الله -عز وجل- الفهم والمعرفة فهذا غاية ما يتمناه، وبه يجد الفوائد المتتابعة التي قد تزيد في كل مرة يقرأ فيها الآية، وهذا مع كثرة القراءة، ولذا كان من السلف من يقوم الليل بآية، وسلفهم في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي ذر قال: "قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بآية حتى أصبح يرددها، والآية: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة: 118)" (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).
فتجد الفوائد العجيبة في ترتيب آيات ومثال ذلك: قوله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) الآية (البقرة: 60)، بينما قال -عز وجل- في سورة الأعراف: (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) (الأعراف: 160)، فالانبجاس: الانفجار الضعيف أو بدايته، ففي سورة الأعراف ـ وهي مكية ـ كانت بداية الإخبار بأخبار بني إسرائيل، أما في البقرة وغيرها من السور المدنية كان تمام الإخبار، فناسب الحال لكلٍّ منهما أن تكون الأولى بالانبجاس والثانية بالانفجار، وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- ذلك في كلامه عن آية البقرة حيث قال: "وهذه القصة شبيهة بالقصة المذكورة في سورة الأعراف، ولكن تلك مكية، فلذلك كان الإخبار عنهم بضمير الغائب؛ لأن الله تعالى يقص ذلك على رسوله -صلى الله عليه وسلم- عما فعل بهم، وأما في هذه السورة ـ وهي البقرة ـ فهي مدنية، فلهذا كان الخطاب فيها متوجهًا إليهم، وأخبر هناك بقوله: (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) وهو أول الانفجار، وأخبر ههنا بما آل إليه الأمر آخرًا وهو الانفجار، فناسب ذكر الانفجار ههنا، وذاك هناك، والله أعلم" ((تفسير ابن كثير) (1/279)).
كذلك في سورة هود حين ذكر عذاب قوم شعيب عندما أساؤوا واستهزؤوا بنبيِّهم، قال -عز وجل- في سورة هود: (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) (هود: 94)؛ لأنهم قالوا: (إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) (هود: 87) استهزاءً بنبيهم، وأما في سورة الشعراء فحكى الله -عز وجل- عنهم قولهم لنبيهم: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (الشعراء: 187)، فناسب أن يكون عذابهم كما قال -عز وجل-: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الشعراء: 189)، فأخذتهم صيحة مرجفة، وعذاب من فوقهم، فذكر في كل موطن العقاب المناسب لجرمهم، وذكر في سورة الأعراف أن شعيبًا؛ قال لهم: (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (الأعراف: 86)، فكانوا يخوِّفون أهل الإيمان ويرجفون في الناس لئلا يأتي إلى شعيب؛ آتٍ ممن آمن به، فناسَبَ أن تأخذهم الرجفة كما قال -عز وجل-: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (الأعراف: 91).
وقد أشار إلى ذلك ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره، فقال في معرض تفسيره لآية سورة هود: "وذكر ههنا أنه أتتهم صيحة، وفي الأعراف رجفة، وفي الشعراء عذاب يوم الظلة، وهم أمة واحدة، اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقَمُ كلها، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه، ففي الأعراف لما قالوا: (لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا) ناسب أن يذكر هناك الرجفة، فرجفت بهم الأرض التي ظلموا بها وأرادوا إخراج نبيهم منها، وههنا لما أساؤوا الأدب في مقالتهم على نبيهم ناسب ذكر الصيحة التي أسكتتهم وأخمدتهم، وفي الشعراء لما قالوا: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) قال: (فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، وهذا من الأسرار الغريبة الدقيقة، ولله الحمد والمنة كثيرًا دائمًا" ((تفسير ابن كثير) (4/347)).
وكذلك في قصة موسى؛ أعاجيب من ذلك، فتارة يذكر أحاسيس موسى، وتارة يذكر إلقاء موسى العصا، وتارة يذكر نهاية الأمر بسجود السحرة، وكل موطن يختلف عن غيره، مع وحدة القصة والمضمون، ولكن يختلف السياق في كل مرة.
وما زال الحديث موصولاً عن قراءة القرآن وتدبره، وأثر ذلك في جلب المحبة.
عين الحياه- وسام الآلفية الثالثة
- علم بلدك :
عدد المساهمات : 3250
نقاط : 11837
تاريخ الميلاد : 13/12/1986
تاريخ التسجيل : 14/10/2010
العمر : 37
الموقع : https://egyfree.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : بكالوريوس تجاره تخصص اداره اعمال
الوظيفة :
المزاج : احب الله والعمل على طاعته
مواضيع مماثلة
» تطبيق القرآن الكريم - تفسير القرآن - إذاعات القرآن الكريم - تلاوات قرآنية مرتلة ومجودة لمشاهير القراء
» أسباب الرزق
» أسباب قطيعة الرحم
» أسباب القلق وعلاجه
» ما أسباب وعلاج رائحة الفم الكريهة؟
» أسباب الرزق
» أسباب قطيعة الرحم
» أسباب القلق وعلاجه
» ما أسباب وعلاج رائحة الفم الكريهة؟
منتديات مصر الحره :: منتدى أرشيف المنتدى والفائض من إبداعكم :: أرشيف المواضيع المكررة والفائض من إبداعكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 2:54 pm من طرف ahmedsh167
» تبادل إعلاني مجاني - تبادل إعلانات نصية - تبادل بنرات إعلانية - تبادل الزيارات بين أصحاب المواقع - دليل مواقع
الجمعة نوفمبر 08, 2024 8:37 am من طرف alaa_eg
» amgroup markting | عروض وخصومات يومية للتسوق في مكان واحد
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 3:32 am من طرف lovesport
» بوكلين فولفو 210 موديل 2015 - حفار - Excavator - كود A376
الثلاثاء أغسطس 13, 2024 3:33 pm من طرف lovesport
» شركة صقر الشارقة للنقليات | saqralsharqa company transporters
الثلاثاء يوليو 23, 2024 9:37 pm من طرف lovesport
» مؤسسة صقر الشارقة للنقليات | transporters
الخميس فبراير 29, 2024 5:08 pm من طرف lovesport
» شركة تنظيف بالجبيل
الأحد فبراير 18, 2024 2:04 am من طرف شيماء أسامة 272
» شركة تنظيف بالجبيل
الثلاثاء أكتوبر 31, 2023 10:00 pm من طرف شيماء أسامة 272
» شركة تنظيف سجاد براس تنورة
الإثنين أكتوبر 09, 2023 5:00 pm من طرف شيماء أسامة 272
» تحميل القران الكريم بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد mp3 كامل مجانا مضغوط
الإثنين سبتمبر 18, 2023 12:34 pm من طرف alaa_eg
» تحميل التعليق العربي pes 2013 حفيظ دراجي
الأحد سبتمبر 17, 2023 12:41 pm من طرف alaa_eg
» تحميل برنامج SFX Maker لصناعة البرامج تثبيت صامت بآخر إصدار
الثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:32 am من طرف alaa_eg
» تحميل برنامج تشغيل الفيديو QQ Player كيوكيو بلاير للكمبيوتر
الثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:27 am من طرف alaa_eg
» تحميل برنامج صانع شهادات التقدير للكمبيوتر مجاناً - Certificate Maker
الثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:09 am من طرف alaa_eg
» تحميل القران الكريم بصوت اسلام صبحي mp3 كامل مجانا
الأحد سبتمبر 10, 2023 5:32 am من طرف alaa_eg
» بوكلين فولفو 460 - حفار فولفو 2009 - VOLVO EC460B - Excavator - كود A 282
الإثنين أغسطس 14, 2023 4:11 pm من طرف lovesport
» تبادل إعلاني مجاني - تبادل بانرات ، تبادل اعلانات نصيه ، تبادل زيارات
الجمعة فبراير 24, 2023 6:34 pm من طرف alaa_eg
» منتديات عرب مسلم
الجمعة فبراير 24, 2023 6:32 pm من طرف alaa_eg
» منتديات مثقف دوت كوم
الجمعة فبراير 24, 2023 6:30 pm من طرف alaa_eg
» منتدى برامج نت
الجمعة فبراير 24, 2023 6:28 pm من طرف alaa_eg