اثر الظلم على النفوس

من طرف **لطيفه** الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 3:20 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

تحية طيبة مباركة من عند الله عليكم باذن الله .... أما بعد ...

أتحدث اليكم اليوم عن ..

* أثر الظلم على النفوس*

ليس بالضرورة أن يكون الظالم كبيرا من الكبراء ، أو عظيما من العظماء ، أو ذوى المراتب العالية و النفوذ والسلطان ، ولكن قد يقع الظلم من عامة

الناس بعضهم لبعض ، قد

يقع من أخوك أو أختك ، فيأكل أحدهم حقا ، أو يشهد زورا ، أو يتهم بريئا دون سند أو دليل ، أو يظن ظن السوء ، أو يقطع رزق ، أو يكون سببا في إيذاء

أحد بلا ذنب جناه ، أو فعله حتى ولو إيذاء نفسي .

قد يعجز المظلوم عن دفع الظلم عن نفسه ، فقد يكون الظالم جبارا ذا قوة ، أو ذا منصب يصعب الوصول إليه ،والدخول عليه وقد يكون المدير للعاملين

معه وتحت سلطانه وقد

يكون الظالم من عامة الناس ، ولكن يصعب معرفته ، لأنه مارس ظلمه في الخفاء ، فإذا عجز المظلوم لأي سبب عن رد الظلم ، لأي سبب من الأسباب ،

فانه يسرى في نفسه

شعور بالمرارة والأسى والحزن ،والظلم له من الآثار السيئة جدا على النفس ... يرهقها فيؤدى إلى الشعور بالمرارة والحسرة وقد يؤدى إلى اكتئاب ..

خاصة حينما يجد الإنسان

نفسه مقهورا مغلوبا على أمره ، فإذا استمر هذا الشعور ، قد يؤذى النفس ويسبب قدرا من الاضطراب يتناسب مع حجم الشعور بالظلم ، ومدى قدرة

المظلوم على الاحتمال .

هنا تأتى أهمية الإيمان بالله عز وجل ، فاللجوء إلى الله عز وجل يقي الإنسان من الاضطرابات ، وذلك لعدة أسباب أوضحها لكم :

المؤمن وثيق الصلة بربه ، يكون قويا في طلب حقه ، وقد يدخل الرعب في نفس الظالم ، فيسعى إلى رد حقه المغتصب ، فإذا لم يتمكن من رد حقه ، فهو

على يقين أن الأمر

لن ينتهي عند ذلك الحد ، وأن الظالم لا بد من أن يلقى جزاؤه في الدنيا والآخرة ، وليس بالضرورة أن يكون تعويضا مباشرا في الدنيا ،فقد يخسر الإنسان

شيئا ، فيعوضه الله بكرمه وجوده في شيء آخر .

والمظلوم يكون في حاجة ملحة إلى التنفيث عما بداخله من شعور الأسى والحزن ، وهنا يأتي دور الدعاء ، فان له دورا خطيرا ، وخاصة دعوة المظلوم ،

وخصوصا إذا كان

المظلوم إنسانا صالحا تقيا يخشى الله ورسوله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .... واتق دعوة المظلوم ، فانه ليس بينه وبين الله حجاب "

ومعنى ليس بينه وبين الله

حجاب مثل المظلوم عندما يسرع إلى الحاكم فلا يحجبه أحد عن ولا يمنعه أحد من الدخول لعرض مظلمته ، أملا في رفع الظلم الواقع عليه

وهناك رواية أخرى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب "

وقال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم ، يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها

أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ".

حينما يتوجه الإنسان إلى الله عز وجل بالدعاء ، فإما أن يعجل له ما سأل ، وإما إن يدخر له أفضل مما سأل ، أو أن يدفع عنه من السوء والشر مثله ،

وهكذا يكون الإنسان المسلم

المؤمن في مأمن من الآثار السيئة للشعور بالظلم ، التي يمكن أن تؤذى النفس ، وتؤدى الى الاضطرابات ، فهو بإيمانه في حصن حصين