¨ô°[[ ( عبد الله بن جعفر أول مواليد الحبشة ) ]]°ô¨

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( أبو جعفر ) الهاشمي القرشي

والده ذي الجناحيـن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأمه أسماء بنت عُميس رضي الله عنهما ، وكان أول مولود في

الإسلام بالحبشة ، وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديـق ويحيى بن

علي بن أبي طالب رضي الله عنهما لأمهما ، وكان رضي الله عنه

سريع الجواب ، حاضر البديهة فصيحا ، وافر الحشمة ، كثير التنعم ،

وكان كثير العبادة يديم قراءة القرآن



¨ô°[[ ( مولده ) ]]°ô¨

ولد رضي الله عنه في الحبشة أثناء هجرة والديه إليها سنة (1)

للهجرة وهو أول مولود في الإسلام بأرض الحبشة.

قدم مع والديه مهاجرا إلى المدينة في السنة السابعة للهجرة فوصلوا

إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر بعد فتحها ، وفي السنة

الثامنة للهجرة استشهد والده جعفر الطيار رضي الله عنه في معركة

مؤتة بأرض الشام ، وكان عمره ثماني سنوات فكفله الرسول صلى

الله عليه وسلم ، ويروي عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه

وسلم أتاهم بعد استشهاد والده فقال :

" ائتوني ببني أخي " فقال :

" أما محمد فشبه عمي أبي طالب ، وأما عبد الله فشبه خَلقي وخُلقي "

ثم أخذ بيدي فأشالها ، ثم قال :

" اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقته "

فجاءت أمنا فذكرت يتمنا فقال :

" العيلة تخافين عليهم ، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة ؟ "

وروى إسماعيل بن عباس قال :

( إن عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير بايعا النبي صلى الله عليه

وسلم وهما ابنا سبع سنين ، فلما رآهما الرسول تبسم وبسط يده

وبايعهما )





¨ô°[[ ( فضله ) ]]°ô¨

قال عبد الله بن جعفر رضي الله عنه :

( لقد رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس ، ونحن صبيان إذ مر بنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ارفعوا هذا إلي "

فحملني أمامه ، وقال لقثم : " ارفعوا هذا إلي "

فحمله وراءه ، وكان عبيد الله أحب إلى عباس ، فما استحيا من عمه

أن حمل قثم وتركه ، ومسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال :

" اللهم اخلِف جعفرا في ولده " )

وكان عبد الله رضي الله عنه يمارس التجارة منذ صغره ، وقد مر به

النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلعب فقال :

" اللهم بارك له في تجارته "

وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه من بني

هاشم ، ويعد من صغار الصحابة.

اشترك مع عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه في موقعة صفين ،

وكان أحد أمرائه على قريش وأسد وكنانة.

له ذكر في كتب الحديث حيث روى عدة أحاديث عن الرسول

صلى الله عليه وسلم ، كما روى عن عمه علي وعن أمه أسماء ،

وروى عنه أولاده إسماعيل وإسحاق ومعاوية ، وأبو جعفر الباقر،

والقاسم بن محمد، والشعبي ، وعروة بن الزبير، وآخرون رضي

الله عنهم .



¨ô°[[ ( كرمه ) ]]°ô¨

كان رضي الله عنه جوادا كريما عفيفا حليما ، ويقال له :

( قطب السخاء ، وبحر الجود )

وقد عوتب مرة على سخائه فقال رضي الله عنه :

( إن الله عودني عادة وعودت الناس عادة ، وأنا أخاف إن قطعتها

قُطعت عني )

وكان ممدحا من الشعراء ، يجزل لهم العطاء ، ومن هؤلاء الشاعر :

نصيب ، وكان أسود اللون ، فأعطاه إبلا وثيابا وخيلا ودنانير

ودراهم ، فقيل له : أتعطي لهذا الأسود مثل هذا ؟

فقال رضي الله عنه :

( إن كان أسود فشِعره أبيض ، ولقد استحق بما قال أكثر مما نال ،

وهل أعطيناه إلا ما يبلى ، وأعطانا مدحا يُروى ، وثناء يبقى )

وكان رضي الله عنه يوزع على أهل المدينة كل ما يصله من صلات

حتى لا يبقى له شيء ، وكان يعفو لهم عن الديون ويساعدهم في

النوائب والملمات.



¨ô°[[ ( مكانته عند بنو أمية ) ]]°ô¨

كان خلفاء بني أمية وخاصةً معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

وابنه يزيد رحمه الله ، يعظمونه ويكرمونه ، وكان إذا قدم على

معاوية رضي الله عنه أنزله داره ، وأظهر له من بره وإكرامه

ما يستحقه ، وكذلك كان يفعل يزيد رحمه الله ويقول لمن لامه

في ضخامة عطيته له :

(هذا هدية ملك الدنيا إلى من هو أولى منه بالإمامة )



¨ô°[[ ( الوفاة ) ]]°ô¨

توفي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه في المدينة سنة (80 هـ) ،

وكان والي المدينة أبان بن عثمان بن عفان ، ويروى أنه حضر

غسل عبد الله رضي الله عنه وكفنه وحمله مع الناس وقد ازدحم

على حمله خلق كثير ولم يفارقه حتى دفن في البقيع ودموعه تسيل

على خده ويقول عنه :

( كنت والله خيرا لا شر فيك ، وكنت والله شريفا واصلا برا )

رحم الله عبد الله بن جعفر ورضي عنه.