البراء بن مالك:
البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، خادم رسول الإسلام محمد بن عبد الله ، ويؤمن المسلمون أن الرسول محمد تنبأ بأنه مستجاب الدعوة ، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر وانما من أجل الشهادة ، أتى بعض اخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال •₪[ سلسلة سيرة الصحابـة رضي الله عنهم البراء بن مالك ]₪•  Icon9 لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة ).
يوم اليمامة:
كان البراء بطلا مقداما ، فلم يتخلف يوماً عن غزوةٍ أو مشهد ، وقد كان عمر بن الخطاب يوصي بألا يكون البراء قائدا أبدا ، لأن تهوره المشهور قد يلقي بالجيش في التهلكة ، وفي يوم اليمامة ، تحت امرة خالد بن الوليد ، انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الكذاب ، وعندما سرى في صفوف المسلمين الجزع ، نادى القائد ( خالد ) البراء •₪[ سلسلة سيرة الصحابـة رضي الله عنهم البراء بن مالك ]₪•  Icon9 تكلم يا براء ). فصاح البراء بكلمات قوية عالية •₪[ سلسلة سيرة الصحابـة رضي الله عنهم البراء بن مالك ]₪•  Icon9 يا أهل المدينة ، لا مدينة لكم اليوم ، انما هو الله ، والجنة ) فكانت كلماته تنبيها للخطر الذي سيعم اذا ماانهزم جيش أبو بكر.
وبعد حين عادت المعركة إلى نهجها الأول ، وجماعة أبي بكر تتقدم نحو النصر ، واحتمى الذين رفضوا دفع الجزية بداخل حديقة كبيرة ، فبردت حركة المعركة ، فصعد البراء فوق ربوة وصاح •₪[ سلسلة سيرة الصحابـة رضي الله عنهم البراء بن مالك ]₪•  Icon9 يا معشر المسلمين ، احملوني وألقوني عليهم في الحديقة) فهو يريد أن يدخل ويفتح الأبواب لجماعته ولو قتله المرتدون فسينال المصير الذي يريد ، ولم ينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمه جيش أبي بكر ، وتلقى جسد البطل يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكن لم يمت ، وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه .
في حروب العراق:
ويقال انه في احدى الحروب في العراق لجأ الفرس إلى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا ، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأة فتعلق به أنس بن مالك ، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه ، اذ كانت تتوهج نارا ، وأبصر البراء المشهد ، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدار الحصن ، وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها ، ونجا أنس -- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما ، لقد ذهب كل مافيها من لحم ، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا ، وقضى البطل فترة علاج بطيء حتى برىء،
موقعة تستر والشهادة :
احتشد أهل الأهواز والفرس في جيش كثيف ليواجهوا المسلمين ، وكتب الخليفة عمر إلى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل إلى الأهواز جيشا ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل إلى الأهواز جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك ، والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس ، وبدأت المعركة بالمبارزة ، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون من الطرفين
ووسط شهداء المعركة ، كان هناك البراء بين الصرعى ، وتقبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه، وسيفه ممدا إلى جواره ، وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم .