عبد الله بن أنيس
أعطاه النبى
صلى الله عليه وسلم عصاه لتكون آية بينهما يوم القيامة


هذا الفرس المقدام أحد السابقين الى الاسلام ، ودوحة الايمان ، ومائدة الرحمن
نسبه /
عبد الله بن أنيس بن أسعد الذى ينتهى نسبه الى قضاعة حليفا لبنى سلمة من الانصار ، فيقال له الأنصارى والجهنى .ويكنى أبا يحى ، وله من الأولاد أربعة : عطية وعمرو وضمرة وعبد الله .أسلم على يد مصعب بن عمير وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى .
عبد الله يقتل عدو الله خالد بن سفيان الهذلى ويأخذ عصا النبى لتكون آية بينهما يوم القيامة

قال عبد الله بن أنيس : دعانى رسول الله فقال : " انه بلغنى أن بن سفيان بن نبيح الهذلى يجمع لى الناس ليغزونى وهو بنخلة أو بعرنة فأته فاقتله " . قلت : يا رسول الله انعته لى حتى أعرفه . قال : " انك اذا رأيته أذكرك الشيطان ،وآية ما بينك وبينه أنك اذا رأيته وجدت له قشعريرة ". قال : فخرجت متوشحا سيفى حتى دفعت اليه وهو فى ظعن يرتاد لهن منزلا وحيث كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما قال رسول الله من القشعريرة فأقبلت نحوه ، وخشيت أن تكون بينى وبينه بمحاولة تشغلنى عن الصلاة ، فصليت وأنا أمشى نحوه وأومىّ برأسى ، فلما انتهيت اليه ، قال : من الرجل ؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ، فجاءك لذلك . قال : أجل انى لفى ذلك . قال : فمشيت معه شيئا حتى اذا أمكننى حملت عليه بالسيف فقتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه ـنساءه ـ منكبات عليه فلما قدمت على رسول الله فرآنى قال : " أفلح الوجه " قلت : قد قتلته يارسول الله ، قال : صدقت . ثم قام بى فأدخلنى بيته فأعطانى عصا ، فقال : " أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن انيس " قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا ؟ قلت : أعطانيها رسول الله وأمرنى أن أمسكها عندى . قالوا : أفلا ترجع الى رسول الله فتسأله لم ذلك ؟ قال : فرجعت الى رسول الله فقلت : يارسول الله لم أعطيتنى هذه العصا ؟ قال : " آية بينى وبينك يوم القيامة ان أقل الناس المتخصرون يومئذ " قال : فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل بسيفه حتى مات .
كما قتل أيضا عدو الله سلام بن الحقيق دفاعا عن النبى صلى الله عليه وسلم ورضى الله عن عبد الله .
وهكذ كان عبد الله بن أنيس يتمنى من أعماق قلبه أن يفدى الحبيب صلى الله عليه وسلم بالنفس والنفيس بل وبكل ما يملك .
وحان وقت الرحيل
وفى نهاية حياته انطلق الى بلاد الشام ليعيش هناك مع معاذ بن جبل رضى الله عنهما وقبل موته بساعات معدودة أخذ عبد الله عصاه التى أخذها من الحبيب لتكون آية بينهما يوم القيامه .. فدعا أهله وأوصاهم بأن يدفنوا معه تلك العصا .
وفاضت روحه الطاهرة ليلحق بالحبيب فى جنة الرحمن اخوانا على سرر متقابلين .