آثار الذنوب والمعاصي

آثار الذنوب والمعاصي ,

لاشك ان الذنوب والمعاصي والمحرمات سبب لمحق البركات وقله الخيراتومنع الارزاق وسبب لعقوبه الله تعالى وتسليطه على عباده انواعا من المثلات واحلال العقوبات وذلك لانه تعالى يغضب على من عصاهويعاقبهم على قدر ذنوبهم اذا لم يعف عنهم ..
والمعصيه يدخل فيها كل مخالفه فتكون سببا لغضب الله تعالىولا يقوم لغضبه قائمولاجل ذلك يتوعد الله على كثيرا من المعاصي باللعن ويتوعد على بعضها بالغضب ويتوعد على بعضها بالعذاب العاجل او الآجل تخويفا منه للعباد حتى لايقعوا في المعاصي والمحرمات0
وقد اخبر الله تعالى بأن هذه المعاصي سبب لمنع الرزق وسبب لظهور الفسادوسبب للشرور ولتمكن الاشرار ولتسلطهم على الاخيار..
يقول الله تعالى ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس )).
والفساد هنا يعم فساد الاخلاقوفساد البلادويعم الانحرافات وهذا كله عقوبه على ماكسبت ايدي الناس والكسب هنا هو فعل المحرمات فقوله ((بما كسبت ايدي الناس))يعني بما عملوا من المحرمات التي تسبب العقوبه وتسبب محق البركه..
ومع ذلك فانه سبحانه يخبر بأنه لايعاجل عباده ولكن يمهلهم ويؤخرهم والا فلو عاجلهم لاحل بهم العقوبه الصارمه قال تعالى ((لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابه))..
والكسب هنا يراد الكسب السيء يعني المحرمات والسيئات اي انه تعالى لولا امهاله لكان العباد على مايعملونه مستحقين للعذابوالضمير يعود للارضاي ماترك على الارض من دابه والمعنى انه لو يؤاخذ الناس بما يستحقونه من العقوبه على المظالم والمعاصي والمحرمات لعجل لهمولاخذهم ولاهلكهم حتى الدواب في الارض...
ولكن اذا استقروا ولزموا الطريقه المستقيمه أعانهم الله واغاثهم قال تعالى ((وأن لو استقاموا على الطريقه لاسقيناهم ماء غدقا ))
والطريقه هي الاسلام اي اذا استقاموا على الاسلام وتمسكوا به وعملوا بشرائعه وتركوا المحرمات فان الله تعالى يسقيهم ماء غدقا يسقي الارض ويسقي البلادويسقي الحرث والاشجاروأما اذا لم يفعلوا فانه يعاقب من يشاء بأنواع العقوبه حسب ما يستحقونه0
ومع ذلك فانه يعفو عن كثير من المخالفات والا فان العباد على معاصيهم وذنوبهم يستحقون اكثر مما نزل بهم قال تعالى ((وما أصابكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير))..
والكسب هنا السيئات يعني ان ما انزل بنا من مصيبه فانه عقوبه على الكسب المحرم وعلى السيئات التي اكتسبتها ايدينا ..
وقد ورد في بعض الاحاديث ((مانزل بلاء الابذنب وما رفع الا بتوبه))

والانسان لايغتر بماهو فيه .
فلا يغتر بالامن
ولا يغتر بزهره الدنيا
ولا يغتر بزخرفها
ولا يغتر بكثره الاموال والاولاد
ولا يغتر بالصحه في الابدان
ولا يغتر بما أعطاه الله وما خوله
فان هذا ليس دليلا على رضى الله اذا كان الانسان يعمل ما يسخطهولكن هو من الامهال الى العذاب لم يأت اجله ...
يقول الله تعالى ((وربك الغفور ذو الرحمه لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا))
يعني ان هذا الامهال لمن لم يستقم ولم يرجع الى الله تعالى له اجل ينتهي اليه...
وهذا ونحوه يدل على أن السيئات والمحرمات من كبائر الذنوب وان بسببها تنزل العقوبه العاجله او الآجله واذا أمهل للعاصي ومات على طغيانه وعلى كفره فان عذاب الآخره أشد وابقى ...
وكثيرا مايذكر الله العذاب الاخروي الذي هو عذاب النار وبئس القرار وذلك لتخويف العباد حتى يعودوا الى الحق ويعبدوا ربهم وحده لاشريك له قال تعالى ((ذلك يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون ))
فيجب علينا ان نخاف من عذاب الدنيا ان يعاجلنا الله به كما عاجل الامم السابقه الذين عتوا وبغوا وطغوا وتعدوا او نخاف من عذاب الاخره اذا بقينا على هذه المعاصي والمحرمات وانتهاك الحرمات فنخاف ان يعاقبنا الله على عقوبه أخرويه وهي أشد وابقى من عقوبه الدنيا ..
وهذا ما احب ان اقوله في اثار الذنوب والمعاصي وللذنوب اثار كثيره وعظيمه وقد قص الله في القران علينا كثيرا منها كما قص الله تعالى علينا عقوبه اللذين كذبوا وكيف أخذهم لما كذبوا ومكروا وردوا رسالته على رسله فأنزل بهم انواع العقوبات التي ذكرها في كتابه العزيز0
*********************************