منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى
منتديات مصر الحره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رقم الزائر
.:: أنت الزائر رقم ::.
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) Counter

 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

ساعه المنتدى
المواضيع الأخيرة
» أزي تزودي دخلك مع ايفون
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 12, 2024 2:54 pm من طرف ahmedsh167

» تبادل إعلاني مجاني - تبادل إعلانات نصية - تبادل بنرات إعلانية - تبادل الزيارات بين أصحاب المواقع - دليل مواقع
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 08, 2024 8:37 am من طرف alaa_eg

» amgroup markting | عروض وخصومات يومية للتسوق في مكان واحد
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 22, 2024 3:32 am من طرف lovesport

» بوكلين فولفو 210 موديل 2015 - حفار - Excavator - كود A376
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 13, 2024 3:33 pm من طرف lovesport

» شركة صقر الشارقة للنقليات | saqralsharqa company transporters
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 23, 2024 9:37 pm من طرف lovesport

» مؤسسة صقر الشارقة للنقليات | transporters
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالخميس فبراير 29, 2024 5:08 pm من طرف lovesport

» شركة تنظيف بالجبيل
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالأحد فبراير 18, 2024 2:04 am من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف بالجبيل
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 31, 2023 10:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف سجاد براس تنورة
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 09, 2023 5:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» تحميل القران الكريم بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد mp3 كامل مجانا مضغوط
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 18, 2023 12:34 pm من طرف alaa_eg

» تحميل التعليق العربي pes 2013 حفيظ دراجي
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 17, 2023 12:41 pm من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج SFX Maker لصناعة البرامج تثبيت صامت بآخر إصدار
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:32 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج تشغيل الفيديو QQ Player كيوكيو بلاير للكمبيوتر
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:27 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج صانع شهادات التقدير للكمبيوتر مجاناً - Certificate Maker
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:09 am من طرف alaa_eg

» تحميل القران الكريم بصوت اسلام صبحي mp3 كامل مجانا
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 10, 2023 5:32 am من طرف alaa_eg

» بوكلين فولفو 460 - حفار فولفو 2009 - VOLVO EC460B - Excavator - كود A 282
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 14, 2023 4:11 pm من طرف lovesport

» تبادل إعلاني مجاني - تبادل بانرات ، تبادل اعلانات نصيه ، تبادل زيارات
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:34 pm من طرف alaa_eg

» منتديات عرب مسلم
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:32 pm من طرف alaa_eg

» منتديات مثقف دوت كوم
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:30 pm من طرف alaa_eg

» منتدى برامج نت
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:28 pm من طرف alaa_eg

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1750 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Shimaa mohamed فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 33047 مساهمة في هذا المنتدى في 8852 موضوع
دخول

لقد نسيت كلمة السر

مجموعة منتديات مصر الحره
مجموعات Google
مجموعه منتديات مصر الحره
زيارة هذه المجموعة
-------------------------------------------------------------------
عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) Groups_logo_sm
اشتراك في مجموعه منتديات مصر الحره
أدخل إيملك ليصلك جديدنا:
تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر الحره على موقع حفض الصفحات


عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3)

اذهب الى الأسفل

عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) Empty عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3)

مُساهمة من طرف المدير العام الأربعاء أكتوبر 27, 2010 2:00 am


[size=16]- آه .. عرفتك ، أنت التي يسمونك الزملاء " الملا عمر " ..!

لم تمر الحـــادثة بهدوء . أصبحت حديث مجتمع الجامعة ، وتداولتها بعض البيوت . بعد أيام وصلت القصة .. وإسم عائشة ، إلى زميل قديم لوالدها .. جار لهم . صلى معه العصر ، وبعد الصلاة همس له :
- لعله بلغك خبر الذي حصل في كلية الطب ..!
- نعم .. ابنتي حدثتنا ، بما صار ، بين بعض الطالبات والدكتور .. وقد ذكرت أنها وزميلاتها ، قدمن شكوى لعميد الكلية ضد الدكتور ، الذي هددهن بالحرمان ..
- لا .. يا أبا أحمد .. الأمر ليس بهذه البساطة . الطالبات اتهمن الدكتور بالخروج على تعاليم الإسلام ، وقلن إن نظام الكلية كافر . نصيحتي لك أن تنتبه لابنتك .

عاد أبو أحمد إلى البيت ، وروى لعائشة وأمها ، الذي دار بينه وبين صاحبه . كان واضحاً أنّ ثمة هم ، بدأ يتسلل إلى قلبه ، ولم تفلح التلقائية التي حاول أن يتصنعها في حديثه ، في إخفاء ذلك . عائشة أرادت أن تهوّن الأمر ، ولم تخف سخريتها من الشائعات ، التي ضخمت الحادثة ، فأوصلتها إلى هذا الحد . الطبيعة القلقة لوالدتها ، جعلتها تنظر للموضوع من زاوية مختلفة :
- أنا قلبي يوجعني يا عائشة ، الموضوع يكبر ، والناس ما لهم إلا الظاهر . المثل يقول : " ابعد عن الشر وغني له " ..!

صمت الأب ، فيما بقيت عائشة ، تجادل عن موقفها . أكدت أن الأمر لم يتعد النقـاش الذي روته بتفاصيله ، بين الدكتور والطالبات .. وأن أي شيء خلاف ذلك ، هو من الإشاعات والأراجيف ، التي يروجها بعض الناس . أرادت أن تضع تفــــسيراً علمياً لتضخم الشائعة ، فعزت ذلك إلى طبائع بعض الأشخاص النفسية ، الذين يعيدون صــــياغة الأحداث ، بما يتفق مع رؤاهم ، ويوافق طــــبائعهم . ذكّرت والدها بما كان يقوله عن صاحبه هذا ، وأنه ميّال لتبني الرأي ، الذي يبرر سلوكه الانسحابي ، الذي يقوم على تضخيم المواقف ، بدافع الخوف ، لتبرير التنصل منها :
- ألم تقل يا أبـــــي أن صاحبك هذا جبان ، وأنكم أيـــام الدراسة ، كــــنتم تسمونه ( الدجاجة ) .. لشدة خوفه ..؟

أخذت تشرح كيف أن طبيعة الرجل ، تفسر سلوكه . فالقصة وصلته مع بعض الإضافات . بيّنت .. أن كونه يعرفهم ، دفعه لأن يصنع له دوراً في الحدث ، يتناسب مع طبيعة شخصيته .. الجبانة ، التي لا تستطيع أن ترى نفسها في موقف ( ضد ) أي مؤسسة رسمية . في نظره .. كلية الطب مؤسسة حكومية ، والحكومة ( دائماً ) على حق .. ولا يمكن أن يصدر منها ما يخـــالف الدين ، أو يصادم الأعراف والتقاليد . أضافت .. أنه ثمة أمرٌ آخر . كل التجاذبات والصراعات ، التي يمر بها البلد ، تدور حول العلاقة بين التكفير والإرهاب . أفـــضل ( سلاح ) يمكن استخدامه الآن ، لإدانة الرأي الآخر .. المعترض على بعض السياسات الرسمية ، هو دمغه بالتشدد والتكفير ، ثم إدانته بالإرهاب :
- هذا كل ما في الأمر يا أبي .. ويا أمي ، وستسمعون كلاماً أكثر غرابة وشذوذاً من هذا .. من نوع أننا قلنا : يا ليت طالبان تحكمنا .. مثلاً ..! هل تصدقون ..؟ أنا لم أقل لكم هذا الجزء ، مما دار بيننا وبين الدكتور . لقد وصفني الدكتور بــ ( الملا عمر ) ..! ماذا يحصل لو أني قلت للدكتور : أنت مثل نوال السعداوي ، أو شبهته بأحد العلمانيين المتطرفين ..؟

بدا التفسير مقنعاً ومنطقياً لوالد عائشة ، ولكن والدتها ظلت قلقة . انصبت نصائحها لعائشة ، بوجوب إيثار السلامة ، والإهتمام بدراستها فقط :
- يا بنيّتي .. خليك في دراستك ، " لست وكيلة آدم على ذريته " . فيه خراب وفساد في البــــلد ، كــــل الناس تعرف ذلك ..! لكن .. " الموت مع الجماعة رحمة " ..!
لم ترق لها اللـــــغة الانهزامية لوالدتها .. لكنها ظلت صامتة ، بانتظار تعليق والدها . كان والدها يتأملها بنظرة عميقة ، حملت كثيراً من المعاني .. ليس من بينها الخوف عليها ، أو وضع حدود لحرية تصرفها ، وسلوكها داخل الكلية . كانت متأكدة من ذلك . في اللحظة التي أراد بها أن يتكلم ، استجابة لرجاءات تتلاحق من عينيها ، دخل شقيقها أحمد ، يحمل رزمة من ا لأوراق :
- السلام عليكم .. كأن عندكم اجتماع خاص .. لا تكون عائشة مخطوبة ..؟
قالها وهو يبتسم ، ويقلب الأوراق بين يديه . ثم أضاف ، وقد تأهب للجلوس .. وهو يؤشر بالأوراق التي بيده :
- من قدّها ..! موقفها هي وزميــــلاتها في الكلية ، أصبح حديث منتديات الانترنت .. أكيد سيكثرون خطابها ..!

لم تبتسم عائشة كعادتها ، على دعابات أحمد ، خاصة المتعلقة منها بالزواج . التقطت الأوراق من على الطاولة ، حيث وضعها أحمد ، وصارت تستعرضها . والدة أحمد ، أخذت زمام الحديث .. وقالت :
- قصة عائشة وزميلاتها ، وصلت الإنترنت .. هذا الذي كان ينقصنا ..!
- ليه يا أمي ..؟ لو أنا مكانك ، أفتخر بعائشة . الشباب في الانترنت اعتبروا موقف البنات مشرف ، وأفيدك .. فيه أخبار من داخل الجامعة ، تؤكد أن مدير الجامعة ، اعتبر الذي قامت به عائشة وزميلاتها ، حق لهن .
- أكيد يا حبيبي .. أنت لم تصلك الأخبار الثانية . الناس يقولون ، إن البنات يكفرون دكاترة الكلية ، ومنهج التدريس فيها .
- كلام فاضي يا أمي .

عائشة كانت تستعرض الأوراق ، وتفتح عينيها دهشة . صدمتها العناوين المبالغ فيها ، التي تتصدر المقالات . صارت تردد : " ما هذا .. ما هذا ..؟ " . أبوها الذي لاحظ انزعاجها .. سأل :
- ما الأمر يا عائشة ..؟
- اسمع يا أبي ماذا كتبوا في الانترنت : " حفيدات حفصة وعائشة والخنساء ، يتحدين العلمانية في عقر دارها " ، " دكتور ليبرالي في كلية الطب ، يستهزئ بحجاب المرأة المسلمة " ، " دكتور الطب العلماني ، يطلب من بنات المسلمين العبث بأعضاء الرجال التناسلية " ، " كلية الطب أصبحت وكراً للــــرذيلة " ، " أين الغيورون مما يحدث لبناتهم من انحلال ، باسم الطب ؟ " .

وجهها امتلأ أسفاً وأسى وغيظاً ، وهي تستعرض الأوراق ، وتقرأ مقاطع مما جاء فيها . والدها لم يكن متأكداً من حقيقة موقفها .. مما تقرأ ، هل هي مع .. أو ضد ..؟ ظـــل نظره معلقاً بها ، بانتظار أن تفصح عن حقيقة شعورها . أخوها أحمد ، كان مزهواً . فسر تعليقاتها القصيرة على الموضوعات ، وتعابير وجهها ، بأنـــها فرحة طاغية ، وشعور غامر بالسعادة ، بالحصول على مثل هذا التأييد الكبير . رمت الأوراق على الطــاولة .. وقالت :
- هذا الكلام غير صحيح ، وغير منطقي .. ! أي علمانية ، وأي رذيلة ..؟
نظرت إلى والدها ، وعيناها قد احتقنتا بالدمع .. وأضافت :
- نحن بين تطرفين يا أبي .. دعاوى التكفير ، وتهم العلمانية والانحلال ..!

أحمد الذي فاجأه موقف عائشة ، التزم الصمت . تحسس جيبه ، وأخرج ورقة وأعاد طيّها ، ثم أرجعها مرّة أخرى لجيبه . كان واضحاً من مظهرها ، أنها من جنس الأوراق ، التي استعرضتها عائشة ، وقرأت مقاطع منها .. مطبوعات من منتديات الإنترنت . اهتمامه الخاص بهذه الورقة ، أثار استغراب والده .. فسأله :
- ما هذه الورقة التي في جيبك يا أحمد ..؟
ارتبك ونظر إلى عائشة ، التي أدركت ما هي ، فغشيت وجهها حمرة الخجل . والده كرر عليه السؤال .. فأجاب :
- صورة مقال ، مثل المقالات التي كانت عائشة تقرأ منها ..!
- لماذا أنت مهتم به .. بشكل خاص ..؟
تلعثم .. ونظر إلى عائشة مرّة ثانية :
- لا أبداً .. إنه لكاتب تحب عائشة أن تتابع ما يكتب ، وأنا أزودها بمقالاته .

تناول الأب المقال ، وشرع في قراءته . لم يكن مختلفاً عن تلك التي كانت عائشة تقرأ منها ، إلا أن لغته أكثر حدة . حين انتهى من القراءة ، انتبه إلى أن الكاتب اسمه ( شهاب الإسلام ) . نظر إلى عائشة .. وقال :
- ما الذي يشدك إلى كتاباته ..؟
ردّت وهي تتصنع عدم اهتمام :
- يتناول أحياناً ، مواضيع لها علاقة بالمرأة العاملة في القطاع الطبي ..
التفت إلى أحمد :
- هل تعرفه شخصياً يا أحمد ..؟
- هاه .. لا .. لا

أحمد كان قد أسرّ لعائشة .. في وقت مضى ، أن ( شهاب الاسلام ) ، هو ابن خالتهم عبد السلام الياسر . كتابات شهاب الإسلام ، شدتها منذ البداية ، قبل أن تعرف اسمه الحقيقي . في بداية دخولها الكلية ، كانت متحمسة لطرحه الجريء ، في مواضيع لها علاقة بظروف عمل المرأة ، خاصة في القطاع الصحي . أسلوبه وافق هوى في نفسها ، في بداية دخولها الكلية .. يوم كانت في قمة حماسها . كانت تصور مقالاته ، التي يزودها بها أحمد ، وتوزعها بين الطالبات في كليتها .
شيئاً فشيئاً ، اكتشفت أنها لم تتعلق بمقالاته فقط ، بل بشخصه . صارت تطلب من أحمد ، بطريق غير مباشر ، أن يجمع لها معلومات أكثر عن شخصيته . تتذرع أحياناً بحاجة الطالبات ، للاتصال المباشر به ، لإطْلاعه على خفايا ما يحدث في الكلية . تقول لأحمد ، أنهن لا يمكن أن يتواصلن مع شخص ، حتى يعرفن شخصيته الحقيقية ، ليثقن به . أحمد قام باتصالات كثيرة ، عن طريق البريد الالكتروني ، و ( الماسنجر ) ، مع أعضاء عديدين في المنتدى ، حتى استطاع معرفة الشخصية الحقيقية لشهاب الإسلام . في إحدى المناسبات الاجتماعية ، واجهه بما وصل إليه من معلومات عن شخصيته ، فأقر بذلك ، وطلب منه أن يكتم الأمر .

عندما التحقت عائشة بالجامعة ، كان ( شهاب الإسلام ) ، طالباً في السنة الثانية في كلية التربية . لم تعرف حقيقة شخصيته ، إلا حينما صارت هي في السنة الثالثة ، في كلية الطب ، وهو كان قد تخرج وقتها من الجامعة ، وقلت مشاركاته في منتديات الانترنت ، وإن لم يفتر حماسه . ظلت لغته ، وأسلوبه في الكتابة ، بنفس القوة والحدة . تجربتها في الكلية ، حيث احتكت أكثر ، وتفاعلت على مستويات متفاوته ، مع أفراد مختلفين ، من أساتذة وزميلات .. إضافة إلى كونها صارت أكبر ، وأكثر نضجاً ، جعــلها أقل قابلية لهذا النوع من الطرح ، وأقل انجذاباً ، لِلَغة بهذا المستوى من الحدة . لكنها .. في أعماقها ، ظلت تشعر بانجذاب إليه .
بعد أن عرفت شخصيته ، تشجعت وأرسلت له رسالة بريد إلكترونية . ذكرت في الرسالة أنها تعرفه ، وعرفته بنفسها ، وشكرته على مواقفه ، وطرحه الجريء . بررت إرسال الرسالة إليه ، بأنها افتقدت حضوره في الانترنت ، وأن مشاركاته قلت بشكل ملــــحوظ . رد عليها برسالة ، شكرها فيها ، وذكر أن قلة مشاركته في الانـــترنت ، تعود لتخرجه من الجامعة ، وانشغاله بالبحث عن وظيفة . ختم الرسالة ، بالدعاء لها بالتوفيق في دراستها ، وحياتها المستقبلية .
لغة الرد في رسالته كانت باردة . لم يكن بها احتفاء ، أو حماس ، أو تشجيع من أي نوع .. فضلاً عن أنها لم تشتمل على أي مفردة حميمة . قلق صار يساورها ، وتكدر خاطرها .. لكنها عزت ذلك لطبيعته الجادة ، أو ربما أنه يرى أن التزامه الديني ، يمنعه من أن يستخدم لغة غير رسمية ، وكلمات مجاملة ، مع امرأة ليست من محارمه . وقفت عند عبارته ، التي تمنى لها فيها التوفيق في حياتها المستقبلية . هي الآن في آخر سنتها الرابعة في الكلية ، وبقي على تخرجها سنتان . هل هــــذا هو ( المستقبل ) ، الذي تمنى لها التوفيق فيه ..؟ حين أعادت قراءة الرسالة ، وجدت أنه قد أشار إلى دراستها ، وتمنى لها التوفيق فيها أيضاً .. إلى جانب ( حياتها ) ، المستقبلية .

طــــــافت في ذهنها خــواطر سيئة ، وقلبت أفكاراً سلبية : هل كانت حساباتها خاطئة .. أكانت سنوات من الوهم ..؟ ليس أقسى ، وأكثر فجيعة ، من أن تراهن على وهــم . تمــــضي سنوات عمرك .. تراه إلى جانبك ، بناءً عالياً ، صنعته من شوق ، وحب .. وتحسبه مشروع حياة ، ثم تفيق ذات صباح ، فلا ترى إلا سراباً ، وتتلمس .. وليس ثمة شيء . أمس رفــــضت العريس الثامن ، الذي يتقدم لخطبتها . أغلبهم زملاء في الكلية ، من دفعات سابقة ، تخرجوا أو على وشــك التخرج . متفوقون ويغلب على سلوكهم المحافظة والانضباط الشديد .
علامة الاستفهام كبرت : هل فرّطت بمستقبلها ( الحقيقي ) ، متعلقة بسراب ..؟
تتابع على خاطرها ، أسماء الشباب الذين تقدموا لخطبتها .. ورفضتهم . أكثرهم تدور أحاديث الطالبات الخاصة حولهم . لا تتذكر أن واحدة من الطالبات ، التي كانت توزع عليهن نسخاً من مقالات ( شهاب الإسلام ) ، تحدثت عنه بإعجاب ، ولو بطريقة عابرة .. رغم أن بعضهن يتبنين آراءً ، أكثر تطرفاً مما يطرح . تساءلت في سرها بمرارة : " كيف ربطت مستقبلها ، وعلقت قلبها ، بمعرف مجهول في الانترنت " ..؟ كيف لو عرفت زميلاتها ، أنها رفضت مستقبلاً لها ، مع خالد ، ومحمد ، وناصر ، وفهد ، وعبد الكريم .. من أجل شهاب الإسلام ، الذي يتمنى لها ( التوفيق في حياتها المستقبلية ) ..؟ لكن مع من ..؟ سؤال انغرز في قلبها ، مثل مخيط غار في كرة صوف . تعوذت من الشيطان ، وهي تفتح إحدى الصفحات الداخلية لكراسة محاضراتها ، وتتأمل عبارة كتبتها ، قبل سنتين ، بأكثر من لون : " شهاب الإسلام .. أضأت قلبي ..! " . إلى جانب العبارة في أسفل الصفحة ، ألصقت قصاصة مقال ، لشهاب الإسلام عنوانه : عائشة الصالح .. قبس من نور يضيء دهاليز كلية الطب " .
مستقبلها الذي جعلت شهاب الإسلام أهم أركانه ، تشكل من حلمها .. بإنسان يؤمن برسالتها وليس بــ ( صورتها ) . نظرت إلى إقبال الزملاء ، على طلب الزواج بها .. أنه رغبة في جمالها ، وليس إيماناً برسالتها ، وتقديراً لدورها . في الكلية نفرت من زملائها ، الذين يتهافتون كالفراش ، على الجميلات . زميلاتها ممن لم يتوفر لهن حد أدنى من الجمال ، لم تشفع لهن جديتهن ومحافظتهن . التناقض بين المبادئ والأفعال ، بــــــــدا صارخاً ، وهي ترى فتيات يذبلن بين قاعات الكلية ، وممرات المستشفى .. لأن حظهن من الجمال قليل . بينما .. الرجال ، أصحاب الشعارات ، عندما لا يتوفر الجمال يبحثون عنه خارج الكلية ، لدى من هُنّ أكثر جاذبية .. بدعوى ( النقاء ) . تصبح الطالبة أو الطبيبة ، أقل نقاء وطهرانية ، إذا كانت أقل جــــــمالاً . هذا هو المبدأ ، الذي تتندر عليه ، هي وزميلاتها .. مقابل الهمس ، الذي يعلو أحياناً ، بين ( الذكور ) ، عن تبسّط طالبات الطب والطبيبات ، في علاقاتهن مع زملائهن الرجال .

هي الآن تخطو خطوتها الأخيرة ، نحو نهاية مشوارها . ست سنوات مرت ، هي المسافة بين حلم طفلة التاسعة ، ومشروع امرأة الرابعة والعشرين . إحساسها بالاخــتلاف ، أصبح أعلى وتيرة ، وأسرع إيقاعاً . ليس فقط نظرة أهل بيتها وأقاربها ، الذين تعودت عليهم منذ سنوات ، ينادونها بالدكتورة . لقد تغيرت صفتها الأكاديمية كذلك . لم تعد طالبة ، بل صارت تسمى Residence ، أو طبيب مقيم . أصـبحت تدخل غرف العمليات .. لتشارك في رفع الألم ، وتخفيف المعاناة عن الناس . منظر الناس يسلمون أرواحهم .. طواعية لآخرين ، ويأتمنونهم على أجسادهم ، لم تكن عملية سهلة . استشعرت المسؤولية ، إلى درجة أنها في بعض المرّات ، تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى ، لخوض تجربة معادة ومكررة ، ضمن روتين عملها اليومي .
لم يكن ترددها في دخول غرفة العمليات .. الذي تفـــكر فيه ، ولا تعلنه ، نتيجة خوف ، أو رهاب من أي نوع . ثمة صراع يتنامى داخلها . فهي .. إزاء ما تراه من تقصير وتجاوزات ، تحدث في غرف العمليات .. تجاه المرضى ، طورت لنفسها معادلة صارمة : " يسلمك روحه .. تحافظ عليها ، يأتمنك على جسده .. لا تخونه " . معادلتها الصارمة ، التي لم تتهاون في تطبيقها ، كثيراً ما أدخلتها في جدالات حادة ، مع أساتذة وزملاء . اعترضت مرّة ، على وجـــود زميل بملابسه العادية في غرفة العمليات ، لأنه كما يقول ، وصل متأخراً ، ولم يجد الوقت لتبديل ملابسه . أصرت أن يبدل ملابسه ، أو أن العملية لن تبدأ ، كما هددت بالتصعيد .
في مرّة ثانية كانت المشكلة مع زميلة . جاءت إلى غرفة العمليات ، كما لو كانت تدخل قاعة أفراح .. كما تقول . المكياج طبقات ، والعطور أنواع . أبدت استياءها في البداية ، ولكن .. حينما بدأ المكياج يسيح ويختلط بأحمر الشفاه .. قررت أن تتوقف ، وتوقف كل شيء . لم يكن الوضع يسمح بأي نوع من أنصاف الحلول . تم استبدال الزميلة بأخرى ، لكن القصة خرجت من غرفة العمليات .. ووصلت العميد . لم تحصل محاسبة ، ولا لفت نظر . لكن أصداؤها وتداعياتها ، ظلت تتردد داخل الكلية ، عبر التعليقات الساخرة ، التي يتداولها الطلاب والأطباء : غرفة العمليات صار يطلق عليها ( قاعة الديسكو ) ، أما العملية نفسها ، فأصــــــبح اسمها .. بين الطلاب والطالبات ، ( حفلة الدي جي ) .

مسألة الانضباط المهني ، في غرفة العمليات ، تبدو يسيرة ، أمام موقفها الحاد والقطعي ، تجاه حماية خصوصية المرضى . حين يأتي دورها في الجدول ، لتكون ضمن الطاقم الطبي داخل غرفة العمليات ، تحدث حالة استنفار قصوى بين جهاز التمريض ، الذي سيتولى تجهيز المريض . التعليمات تنفذ بدقة ، بخصوص الأجزاء التي يمكن كشفها من جسم المريض ، الذي ستجرى له العملية . عندما يكون المريض أنثى ، تتابع شخصياً إجراءات تجهيزها لغرفة العمليات . في البداية واجهت إهمالاً ، أو تجاهلاً ، أو رفضاً من الأطباء .. بـــشأن طلباتها بهذا الخصوص . لكنها .. متسلحة بموقف شرعي وأخلاقي ، قاومت كل الضغوط ، وأساليب الإهمال والتجاهل . لم تكن تتردد في التعبير عن اعتراضها ورفضها ، لأي سلوك ترى فيه انتهاكاً لخصوصية مريض ، تحت أي تبرير . كثيرٌ من الألقاب والصفات ألصقت بها ، ويتم تداولها همساً ، بين بعض الأطباء مثل : ( حارسة العورات ) . تتصنع اللامبالاة أحياناً ، وتتظاهر بالقوة . لكن .. حين تخلو بنفسها ، يعتريها الضعف البــــــــشري .. فتــــــــــبكي . تحدث نفــــــسها : " الجميع يـــؤثر الســـــلامة " ، حتى ( الطيبون ) . في إشارة منها للأطباء المتدينين .

كان قد بقي أمامها أسابيع لتتخرج وتصبح طبيبة عامة . لكن .. كأن قدرها يأبى إلا أن تنهي مسيرة حياتها الأكاديمية ، بحدث غير اعتيادي ، يضاف إلى سجلها الحافل بالمواجهات والمصادمات والمواقف المدوية . كان يوم اثنين ، خرجت من البيت صائمة ، جدولها اليوم مزدحم . أوصلها السائق إلى المستشفى ، متأخرة خمس دقائق . صعدت إلى القسم ، وأنهت تحرير بعض الأوراق . كانت هناك جولة على بعض المرضى ، حرصت أن تنهيها قبل التاسعة ، حيث أن موعد عملية ، ستكون ضمن طاقمها .. سوف يكون السـاعة التاسعة وعشرون دقيقة . لم تنس أن تتصل بجهاز التمريض ، لتؤكد على تجهيز المريض . صار لها عادة أن تصلي ركعتين ، قبل كل عملية تدخلها .. فاتجهت إلى مكتبها وَصلّت . وصلت غرفة العمليات في التاسعة وخمس دقائق . مريضة اليوم شابة في بداية عشريناتها ، تشتكي من فتق مزمن أسفل البطن . كانت المريضة قد وصلت ، فاتجهت إليها وطمأنتها ، وهدّأت من قلقها . بعد عشر دقائق ، اكتمل وصول الطاقم الطبي .
بدأت العملية ، ومرّت النصف ساعة الأولى بشكل اعتيادي . انتبهت بعد ذلك ، أن الطبيب ومساعده ، يتبادلان إشارات بالأعين . لم تفهم طبيعة هذه الإشارات ، ولم تجد لها تفسيراً .. إلا حين لاحظت أنهما يتعمدان إزاحة الغطاء عن بعض أجزاء جسد المريضة ، بطريقة تبدو عفوية . توترت .. لم يكن بمقدورها أن تفعل شيئاً ، سوى ملاحقتهما ، وتغطية الأجزاء التي تتعرض للكشف . انتهت العملية ، لكنها شعرت بإحباط شديد . مبدؤها : " يأتمنك على جسده .. ولا تخونه " . ، صار يلح عليها بأن تفعل شيئاً . في طريقها لغرفة تغيير الملابس ، قلبت الأمور ، فرأت أنه ليس لديها الكثير لتفعله . سلوكهما بدا عفوياً وتلقائياً ، ولا يمكن إدانتهما بأي شكل من الأشكال . أي تصعيد ، سيكون بالضرورة ضدها .
عندما انتهت من تبديل ملابسها ، غسلت وجهها واسترخت على أحد المقاعد . التوتر مع الصيام أرهقها ، والحدث زادها مرارة . مرت ربع ساعة ، شعرت أنها أكثر هدوءاً . نهضت وتوجهت خارجة من غرفة العمليات ، ثم خطر لها أن تمر على المريضة في غرفة الإفاقة ، لتطمئن عليها . حين أزاحت الستارة ، فوجئت بمنظر صدمها . المريضة ما زالت في غيبوبتها ، عارية تماماً .. الغطاء مرفوع عنها ، والطبيب ومساعده يتأملانها . صرخت :
- حسبي الله عليكم ..! هذا والله خيانة وإجرام ..
فوجئا بوجودها فارتبكا ، وحاولا استيعاب المفاجأة ، بالتظاهر بأنهما يقومان بإجراء روتيني ، لمتابعة حالة المريضة ، وذلك بالتهامس والإشارة لموضع العملية ، ثم إعادة تغطية المريضة . لم تنجح محاولتهما في تهدئتها ، أو الحد من انفعالها ، رغم أن الطبيب حاول الاستخفاف بها ، والظهور بمظهر الواثق من نفسه .. حين قال :
- روحي لبيتكم يا شاطرة .. أحسن لك .



[/size]
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام

علم بلدك علم بلدك : عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) Male_e10
ذكر الميزان
عدد المساهمات : 8474
نقاط : 2147488800
تاريخ الميلاد : 28/09/1986

تاريخ التسجيل : 07/10/2010

العمر : 38
الموقع : https://egyfree.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : محاسب عام

الوظيفة : عائشة .. في غـرفة التشريح .. !(3) Accoun10
المزاج : الحمد لله على كل حال

https://egyfree.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى