كيف نردّ فضل الوالدين ؟

موضوع اليوم مهم للغاية , وقد يجهل بعضكم أهميته , أو يتناسون هذه الأهمية , حتى لا يؤنبهم ضميرهم لتقصيرهم في أهم واجباتهم .

فكرة الموضوع تتجسد في سؤال واحد , وهوا : كيف نرد فضل الوالدين ؟

عجز أعظم الفلاسفة والمفكرين عن الإجابة عليه , إذ أنه لو بقينا طيلة عمرنا نعمل لإرضاء الوالدين , لن نبلغ قطرةً من بحر فضلهم علينا .

ولكن , وللأسف , بعضنا يبخل على كل من أبيه وأمه بأبسط الأشياء , وأرخصها تكلفةً في الوجود , شيءٌ غالٍ على قلبيهما , رخيصٌ علينا , ولا نجود به عليهما .

هذا الشيء هوا حسن المعاملة , والابتسامة البشوشة .

لا أحد يشعر بما تحسه الأم أو يحسه الأب أثناء رؤية أبنائهم مسرورين ضاحكين , فلا شيء أغلى عند الأبوين من ضحكة أبنائهم , ولا شيء يشعرهم بثمرة تربيتهم لأبنائهم مثل حسن معاملة الأبناء لهم .

إني لأعجب من أبناء يتأففون أمام آبائهم وأمهاتهم , أو يرفعون صوتهم عليهم , أو يرفعون أيديهم أمامهم , ألا يعلمون أن الله تعالى قد جعل من الوالدين أعظم ما في الوجود من بعده , ألا يعلمون فضل الوالدين عليهم ؟

أنسوا سهر الوالدين أثناء مرضهم ؟ أم أنهم يتناسون !

أنسوا تعب وشقاء الوالدين حتى يوفرون لقمة العيش و مكان السكن و أجمل الملابس ؟ أم أنهم يتناسون !

لا شيء يقطع قلب الأبوين ويمزقه مثل رؤية طفلهم جائعاً وهما عن إطعامه عاجزون , ولا شيء يقطع هذا القلب ويمزقه أكثر من رؤية هذا الطفل جاحداً لما قدماه له , عاصياً لهما , قاسياً معهما , متناسياً لفضلهما عليه .

أخي القارئ , أختي القارئة , لا أطلب منكم الملايين لإرضاء الوالدين ..... بل ابتسامة صادقة من القلب في وجهيهما , ومعاملة طيبة معهما , والتكلم عنهما بما يسر بين الناس , فهذا أبسط شيء نقوم به لإرضاء الوالدين , وهذا هوا أقل واجباتنا نحوهما

وفي النهاية , أهدي هذه القصيدة , هدية إلى كل أبٍ وأم , واسأل الله أن يبقيهما ويطيل في عمرهما , وأن يجعل ساعتنا قبل ساعتهم إن شاء الله

أهدي هذه القصــــــــيدة إلى كل أب وأم