وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ

[size=21]معادلة غاية فى الصعوبة
لا يستطيع فك شفرتها إلا الماهرون بخبايا التوحيد !

كفتى ميزان
أحدهما التوكل
و ثانيهما السبب

هل تستطيع أن توازن بينهما ؟

الناس على صنفين فيهما

أحدهما

يؤمن ايمانا عميقا بالاسباب
و بالعلم
و بأن لكل رزق سببا
و لولا السبب لما جاء الرزق
و لولا السعى و فقط
لما تحققت الغاية

و ان الانسان هو الذى يرسم طريقه بريشة بيده
و أن الاسباب و النتائج ترجع اليه

و الآخر

يؤمن ان رزقه آتيه دون أن يعمل
أو حتى يتحرك من مكانه
فهو دوما ما يتغنى بالتوكل
فى حين أنه أبعد ما يكون عنه

من أى الفريقين أنت ؟

الأمر فى غاية الخطورة و يرتبط ارتباطا وثيقا
بكافة أمور حياتنا حتى البسيط منها

ليست قضية دينية بحتة نمر عليها مرور الكرام

فتحقيق التوازن المقرون بالانسجام الشديد بين الأمرين
(( التوكل و الاسباب ))

أمر يحتاج إلى تدريب من نوع خاص

ينتظر أحدهم مثلا
أن يرزقه الله بطفل

فيذهب مع امرأته إلى كل أطباء البلد
و يبدا من الصفر مع هذا و هذا و ذاك

و يذوق الامرين
و يتحول الي فأر تجارب بين يدى الاطباء
كل يطبق عليه نظريته الخاصة

و كم من طبيب فاشل ... أفسد عليهما فرحتهما
يقوم بعمل التحليلات و الاشعات كل خمس دقائق !
تتحول حياته بأكملها إلى جحيم
و ترقب دائم و انتظار
انتظار نتيجة تحليل ...او انتظار اشارة من اصبع أحد الاطباء
او فى انتظار فرج الله

و لو استيقن من داخله ان الله تعالى بيده الخير كله
و لو قرأ لمرة واحدة آية من آيات الله
لتحولت حياته رأسا علي عقب
و لربما كافئه الله بما يريد

لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا
ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما

فى هذا النموذج

و حتى يحقق أحدهم الايمان بالله و التوكل و يوازن بين كفتى الميزان

ينبغي ان يفعل كل ما عليه و يأخذ بالاسباب
المتاحة
لا يكلف الله نفسا الا وسعها
و لايفرط في الاسباب

و لكن دون هوس بها

و فى ذات الوقت يستيقن من داخله بشدة
ان الله بيده ملكوت السموات و الارض
و انه هو الذي يصورنا فى الارحام كيف يشاء

ينفذ الاسباب و لا يتعلق بها
بل يظل قلبه متعلقا فقط بالله تعالي
مسبب الاسباب

معادلة تستحق الاهتمام
فهناك من هو مهووس بالاسباب
و هناك من يتعلق قلبه بالله تعالي فقط
و يؤمن ان الثواب و العقاب في الاخرة
يوجب الاخذ بالاسباب
اما النتائج

فعلى الله تعالى

لا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع.. سواه جل وعلا

[/size]

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ 18147

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ 857271