تحية واعتذار للأخ محمد العراقي ولشيخه صاحب الموقف المشرف

تحية واعتذار للأخ محمد العراقي ولشيخه صاحب الموقف المشرف



لقد خلق الله تعالى الإنسان وكرمه وشرفه (( ولقد كرمنا بني ادم )) واتاه من النعم التي لو أراد العادون عدها لما استطاعوا أبدا ، وجعل لهذا الإنسان حرمة فلا يجوز الاعتداء عليه أو التعدي على حقوقه واغتصابها من قبل أيا كان ، ومما يؤسف له إن الكثير قد انحرف عن المنهج الذي أراده الباري عز وجل وبهذا الانحراف ابتعدت البشرية كثيرا عن الله تعالى وعن تعاليمه وسبيله القويم ، فعم وساد الظلم وظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، ولكن هل من العقل والحكمة والأخلاق والدين أن يسكت الإنسان عن الظلم واغتصاب الحقوق وتضييعها من قبل فئة من الناس ؟؟؟ ، وعلى هذا الأساس انطلق الأحرار من أبناء سورية الغيارى النجباء لرفض الظلم الذي وقع عليهم طيلة العقود الماضية من الزمن ، فانطلقت تظاهرات أبناء الشام في كل مكان من الشام لتقول للظالمين كفى ظلما ، ارحلوا عنا ، لا نريدكم لا نريدكم لا نريدكم ، لقد سئمنا من ظلمكم وقبحكم وفسادكم وإفسادكم ، لكن ماذا حصل ؟ الذي حصل هو إن النظام الطاغي أراد إكمال مسيرة ظلمه وتتويجها بما يخلده قاتلا ظالما ملعونا على السنة اللاعنين ، ومارس دوره الوحشي وبدأ مسلسل القتل الوحشي الجماعي للرجال والنساء ، للشيوخ والشباب والأطفال ، فأسال الدماء حتى روى ارض الشام بدماء أبنائها الذين نشدوا العزة والكرامة والحرية ، والعجب العجاب هو إن مع كل الذي حصل ولحد هذه اللحظة والعالم كله يرى ويشاهد الظلم والقتل ويحاول غض الطرف عما يجري بل هناك من يحرف القضية عن مسارها الحقيقي ويُؤول الحقائق ويوهم الناس بان الصراع ليس بين الشعب المظلوم وبين النظام الحاكم الظالم بل يشير إلى إن الصراع هو بين طائفتين ( السنة والشيعة ) ويجب الانتصار لإحداهما على الأخرى وبدأ تجنيد الناس على هذا الأساس لزرع الفتنة الطائفية والقتل والدمار والتخريب ليس في سوريا فحسب بل في أي مكان يتواجد به المسلمون ، ولم اسمع ولم اعلم بان أحدا أشار إلى إن الصراع هو في الحقيقة بين شعب ينشد ويريد التحرر وبين الحاكم وزبانيته ومؤيديه الظلمة ، وقد أشرت إلى ذلك في عدة مقالات كتبتها قبل اليوم ونشرتها في بعض المواقع الالكترونية إلى أن أرسل لي احد الأخوة من العراق ( محمد العراقي ) رسالة عتاب ومما قاله لي ( اعلم أخي العزيز إن تعميمك بأنه لا يوجد من انتصر لمظلومية الشعب السوري المسحوق من علماء وفقهاء الدين وان كل علماء الشيعة تابعين لإيران الموالية لنظام بشار الأسد وبالتالي لا يتوقع احد إنهم سوف ينتصرون لمظلومية السوريين ، هذا التعميم غير صحيح ولا اطلب منك سوى الدخول على هذا الرابط )) وأرسل لي رابط موقع الكتروني لأحد علماء مذهبهم واسمه الشيخ الصرخي ، وبعد اطلاعي على الموقع وما نشر فيه من بيانات صدرت من هذا الشيخ بخصوص مظلومية الشعب السوري وإدانته لنظام البطش والقتل والتعذيب ومطالبته للأسد بالتنحي فورا عن السلطة ، وبطلان دعوى الصراع الشيعي السني بل هي صراع بين الشعب المظلوم والسلطة الظالمة ، عندها أرسلت لهذا الأخ العراقي رسالة اعتذار واعتذرت باني لم اطلع على هذه المواقف التي نحييها ونشد على يدي قائلها ونطلب منه الثبات عليها ، وتمنيت لو إن الكل انتهجوا مثل هذا المنهج الذي يشعرنا بالانتماء العروبي الإسلامي ، ووعدت هذا الأخ باني سوف اكتب مقالا كرد اعتبار له ولشيخه الصرخي لموقفه الأصيل النادر في مثل هذه الأيام وهذه الظروف ، ومن هنا احيي الصرخي وأتباعه الذين خرجوا بتظاهرات نصرة للشعب السوري في ظل نظام موالي لإيران (الموالية لقاتل الشعب السوري بشار الأسد ) ، ووجدت عند اطلاعي على موقعهم أنهم لم ينتصروا لمظلوميتنا جزافا بل لأنهم اعتبروها امتداد لمظلوميتهم هم أنفسهم حيث وجدت في احد منتدياتهم صور ومقاطع التعذيب والقمع الذي مورس بحقهم من قبل الحكومة هناك في العراق بسبب رفضهم للظلم والفساد ومطالبتهم بعدم تدخل الدول الأخرى ( ومنها إيران بالخصوص ) في شؤون العراق الداخلية ، لا أريد الإطالة واكرر اعتذاري فانا لا أريد أن ابخس حق احد ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ، وأسأل الله النصر والفرج والعافية لسوريا الحرة الأبية وأسأله أن يمن علينا بزوال هذا الطاغية المجرم السفاح الذي أباد شعبا بكامله أمام مرأى ومسمع العالم كله ، إن الله بصير بالعباد وهو احكم الحاكمين والحمد لله أولاً وآخراً على كل حال .
واليكم هذا الرابط الذي أرسله لي الأخ العراقي للاطلاع عليه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


د. شهاب الخطيب

نعم هذه هي مواقف الاحرار فلتحيا الثورة وثوارها وانصارها واعوانها ونسأل الله التوفيق للجميع