الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ، لأننا مختلفون فقد وجب الحوار

نحن مختلفون في كل شئ , في ادراكنا للاشياء , وفي الاهداف التي نسعى اليها , والوسائل التي توصلنا الى هذه الاهداف .
عقولنا مختلفة ومشاربنا مختلفة , وطباعنا مختلفة , واختلافنا هذا لحكمة , حكمة التنوع والثراء وليس الاختلاف والتضاد.

وهذا الاختلاف مشيئة الله في خلقه :
﴿ ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين ﴾
(هود 118 )

وهؤلاء المختلفون بطبيعة الحال لكل منهم رؤيته ورسالته وطريقته في التعبير عن هذه الرسالة.
ومن ثم فان الاختلاف في وجهات النظر والاشياء والحكم عليها امر فطري طبيعي له علاقة بالفروق الفردية الى حد بعيد , اذ يستحيل بناء الحياة وقيام شبكة العلاقات الاجتماعية بين الناس اصحاب القدرات الواحدة والنمطية الواحدة.
ومع الاعتراف بهذا التميز والاختلاف والاقرار به في واقعنا الذي ندين به ونعتنقه او نراه في واقع الحياة , الا ان التوجيه القراني ياتي بالدعوة الى تمازج هذا الاختلاف وتوحده :
﴿ ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ﴾
(الحجرات13 )

فليس سببا لوجود الاختلاف ان يعتزل كل فرد الاخر ويبتعد عنه , بل يبدو في هذه الاية الدعوة الصريحة والواضحة للتعرف على الاخر والاطلاع عليه , بل والاعتراف به وتسجيل هويته وهي في الوقت نفسه دعوة مشتركة للادراك المتبادل واشراك الاخر في عملية التعارف والاطلاع.
اذا لابد من ارضية مشتركة يلتقيان عليها , تبنى في عقل كل منهم انه لابد من الالتقاء من جديد عندما يفترقان وتبنى في عقلهما ان كلا منهما في حاجة للاخر وتبنى في عقلهما انه بالاخر يصبح شيئا .



هذه الارضية المشتركة هي الحوار وادابه , الحوار بين كل من الطرفين .
الحوار.......الذي يدع كلا منهما يعبر عن ذاته بوضوح ودون مقاطعة.
الحوار....... الذي يفترض بادابه واصوله ان كلا منهما في حاجة الى تميز الاخر , ومن ثم لابد ان ينصت كل من الطرفين للاخر
الحوار.....الذي يوحد جهودهما للبحث عن الحقيقة والحكمة ويجعل حركاتهما وفق هذا السياق , فلا اعتداد براي , ولا مقاطعة , ولا فرض وجهة نظر وتعصب لها.
الحوار....الذي يدخله كل منهم وهو متجرد من تضخيم الذات ومن احساسه انه يمتلك الصواب .
الحوار.....الذي يوحد بينهما بالشكل الذي لا يجعل هم كل منهم ان يكون الوصول الى الحق على يده , بل المهم ان يظهر هذا الحق.
الحوار.....الذي تحوطه الموضوعية وعدم التحيز , ويكثر فيه الانصاف.
الحوار....الذي يسموا بنا فوق "الانا" على مستوى نفوسنا او جهاتنا التي ننتسب اليها.
الحوار...... الذي يجعلنا منفتحين على الاخرين , نتقوى بهم , ونستخرج من خلاله ثمرات تفكيرهم , ويحمينا ان نكون سجناء لوجهات نظرنا المحدودة , ورؤيتنا القاصرة.

اذن الحوار ليس جدالا ولا اقناعا ولا تفاوضا ولا تسوية.


ما هو رأيكم فى موضوعى

اين الردود يااعضاء منتدانا

لطيفه وعين الحياه ورحيق ولؤلؤة المنتدى واحمد والجميع فين

ولا الموضوع مش كويس ومفيد