منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى
منتديات مصر الحره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رقم الزائر
.:: أنت الزائر رقم ::.
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) Counter

 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

ساعه المنتدى
المواضيع الأخيرة
» مؤسسة صقر الشارقة للنقليات | transporters
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالخميس فبراير 29, 2024 5:08 pm من طرف lovesport

» شركة تنظيف بالجبيل
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالأحد فبراير 18, 2024 2:04 am من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف بالجبيل
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 31, 2023 10:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف سجاد براس تنورة
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 09, 2023 5:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» تحميل القران الكريم بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد mp3 كامل مجانا مضغوط
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 18, 2023 12:34 pm من طرف alaa_eg

» تحميل التعليق العربي pes 2013 حفيظ دراجي
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 17, 2023 12:41 pm من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج SFX Maker لصناعة البرامج تثبيت صامت بآخر إصدار
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:32 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج تشغيل الفيديو QQ Player كيوكيو بلاير للكمبيوتر
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:27 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج صانع شهادات التقدير للكمبيوتر مجاناً - Certificate Maker
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:09 am من طرف alaa_eg

» تحميل القران الكريم بصوت اسلام صبحي mp3 كامل مجانا
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 10, 2023 5:32 am من طرف alaa_eg

» بوكلين فولفو 460 - حفار فولفو 2009 - VOLVO EC460B - Excavator - كود A 282
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 14, 2023 4:11 pm من طرف lovesport

» تبادل إعلاني مجاني - تبادل بانرات ، تبادل اعلانات نصيه ، تبادل زيارات
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:34 pm من طرف alaa_eg

» منتديات عرب مسلم
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:32 pm من طرف alaa_eg

» منتديات مثقف دوت كوم
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:30 pm من طرف alaa_eg

» منتدى برامج نت
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:28 pm من طرف alaa_eg

» منتدى المشاغب
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:26 pm من طرف alaa_eg

» منتديات العرب
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:24 pm من طرف alaa_eg

» منتدى عرب مسلم
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:22 pm من طرف alaa_eg

» منتديات برامج نت
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:20 pm من طرف alaa_eg

» منتدى فتكات
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:18 pm من طرف alaa_eg

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1750 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Shimaa mohamed فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 33041 مساهمة في هذا المنتدى في 8848 موضوع
دخول

لقد نسيت كلمة السر

مجموعة منتديات مصر الحره
مجموعات Google
مجموعه منتديات مصر الحره
زيارة هذه المجموعة
-------------------------------------------------------------------
سلسلة { اعترافات فتاة } (18) Groups_logo_sm
اشتراك في مجموعه منتديات مصر الحره
أدخل إيملك ليصلك جديدنا:
تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر الحره على موقع حفض الصفحات


سلسلة { اعترافات فتاة } (18)

اذهب الى الأسفل

سلسلة { اعترافات فتاة } (18) Empty سلسلة { اعترافات فتاة } (18)

مُساهمة من طرف المدير العام الأربعاء أكتوبر 27, 2010 1:48 am


- 45 -


يمنحون الحبَّ.. على طريق الحياة

كان يوماً حاراً اشتدت به ريح السموم..
واكتست به السماء بحمرة الغبار..
- أعوذ بالله من غضب الله..
أغلقت أمي النافذة.. وهي تسعل من أثر الغبار الذي دخل علينا.. وخرجت من غرفة الجلوس..
لم أكن أعرف ماذا أفعل..
صعدت إلى غرفتي.. استلقيت على السرير..
لم يكن هناك من مكان نذهب إليه في هذا الجو.. ولا شيء نفعله..
فتحت النت..
كانت أمولة على المسنجر..
- أهليين شأخبارك؟
- أخباري.. طفش.. غبار وضيقة صدر..
- يا بنت الحلال هونيها.. يكفي أمولة العسل معك على الخط.. يا الله فكيها عاد.. (وجه مبتسم)
سكت..
إنها لا تعلم شيئاً.. لا تعلم أي شيء..
- سوسة.. وينك؟
- هنا..
- ليش ما تردين.؟ (وجه عابس)
- ..
- يوه.. شكلك سرحانة على الأخير..
(وجه ممتعض)
- تعرفين يا أمولة أحد يشتري الهموم؟ والله لو أعرف من يشتريها لأبيعها بفلوس الدنيا كلها..
- يوء يوء يوء.. وش ذا؟ صايرة شاعرة وأنا مدري عنك؟ أي هموم يا حلوة.. هموم وعندك صديقتك أمل؟ ما يصير!
أخذت تفكر طويلاً.. هل تسرعت؟ هل تخبرها؟ الأمر جلل..
- لا خلاص ولا شي..
- يا شيخة على مين حركات البزارين هذي؟ وش ولا شي؟ وش عندك؟
- ...
- أقول بتقولين وإلا أعصب (وجه أحمر غاضب)
- ههه أمزح معك.. فعلاً ما فيه شي..
- إيه أكيد كنت تفكرين بلمى.. يا أختي بالطقاق فيها.. بدالها ألف..
حصة في سرها (أي لمى أي بطيخ!)..
- إيه صح.. هذا هو همي.. شلون تتركني كذا؟.. يعني ذا الطالبة الجديدة بتنفعها.. وإلا علشانها جاية من المدرسة الفلانية وتركب عدسات صارت شي.. من زينها كنها طالعة من قبر جدي بذا العيون البيض..
- لووووول
- ..
- خخخخخ.. رهيبة يا حصوص.. جبتيها.. إي والله عدساتها ذا السماوية كنهن بيض.. عيونها تروع!
- وأنا صادقة.. وإلا شعرها اللي كنه شيب مصبوغ بكركم.. أعوذ بالله.. مسكينة .. وشايفة نفسها بهالشعرتين مغير تلفح فيهم يمين ويسار.. ياي على المياعة.. لا تتكسر..
- صادقة.. أنا ما عجبني لون شعرها بايخ.. أي أحمر (بورغاندي) على قولتها؟ والله إن لونه برتقالي كنه صرصور..
- طيب.. المهم. بروح ذا الحين.. شكل أمي تناديني.. مع السلامة..
- باي حصوصة..
أقفلت حصوص المسنجر..
كانت تكذب.. لم يكن هناك من يناديها..
وضعت رأسها على يديها على المكتب.. وأخذت تبكي..
شيء ما كان يحتبس في صدرها لا تعرف لمن تقوله؟


* * *

في المدرسة.. لم يلاحظ أحد التغير والسكون الذي طغى على حصة.. ولم يلمح أحد نظراتها الحزينة.. الكل كان ينظر إليها كطالبة مشاغبة.. ولا وقت لأن يفكر أن حصة يمكن أن تكون حزينة..
فقط كانت هي.. من لاحظ ذلك.. أثناء الدرس.. كانت تنظر إليها.. فتجدها سارحة في عالم آخر..
تمازحها تداعبها.. فترد بابتسامة صفراء..
شيء ما كان متغيراً..
بعد انتهاء الدرس..
اقتربت منها.. همست بهدوء وهي تشير إلى الباب وهي تبتسم ابتسامتها الدافئة..
- تعالي.. أريدك..
خرجت مرتبكة..
- هلا أستاذة!.. عسى ما شر؟
- ولا شر ولا يحزنون.. ممكن أكلمك في الفسحة.. ودي أسولف معك شوي..
نظرت إليها باستغراب..
- خلاص؟ أنتظرك!
وابتسمت كعادتها وربتت على كتف حصة وأسرعت إلى فصلها التالي..


* * *

في الفسحة أتت..
خرجت لها أبلة مها رغم تعبها الظاهر..
- أستاذة.. معليش افطري..
- لا.. ما يحتاج.. أنتي أهم..
وابتسمت بدفء..
وقفتا في مكان هادئ..
- حصة.. أنا أثق بكلامك.. هل عدت إلى محادثة الشاب؟
- ماذا؟!
- أنا أسأل فقط..
- المشكلة ليست هنا..
مطت المعلمة شفتيها..
- مشكلة في البيت.. أليس كذلك؟
بدأت دموع حصة تنساب.. وهي تبتلع رعشات حلقها..
- مشكلة؟.. (بلوة)!
وضحكت وهي تخنق عبراتها..
سكتت أبلة مها في انتظار الحديث..
- أبي.. تصوري أستاذة مها.. أبي اكتشفت به شيئاً..
ومسحت أنفها بالمنديل..
- أبي اكتشفت أنه يكلم امرأة!!
وقفت أبلة مها بهدوء ولم تغير ملامح وجهها الهادئة وكأنها كانت تتوقع أي شيء..
- تصوري!.. وجدت رسائل غرامية في جواله بالصدفة.. امرأة بنفسها قد كتبت له.. تصوري.. والله يا أستاذة إني لا أكذب..
- لحظة.. هل أنت متأكدة؟
- متأكدة ولدي الدليل.. وجدته قد أرسل إليها في الرسائل المرسلة أيضاً..
وأخذت تبكي أكثر..
- أنا.. لا أعرف ماذا أفعل؟
بكت ثم أكملت..
- هل تعرفين يا أستاذة مها.. لقد.. قررت الانتقام منه.. لقد عدت إلى محادثة الشاب الذي كنت أكلمه قبل سنة..
- الذي تبت من علاقتك به؟
- نعم.. أريد أن أحرق قلبه كما حرق قلبي.. وقلب أمي المسكينة التي لا تعلم..
مسحت المعلمة على رأسها..
وقالت بهدوء..
- حبيبتي.. إذا كان والدك يأخذ سماً قاتلاً.. هل تنتقمين منه بأخذ نفس السم؟ إنك بذلك تقتلين نفسك أنت.. وليس نفسه!
انظري إلي.. واسمعي جيداً..
لا أنكر أن صدمتك مؤلمة.. من المؤلم أن يصدم الإنسان بمن يثق بهم..
لكن.. يجب أن تكوني أقوى من كل هذه الآلام..
ماذا سوف تجنين من هذه العلاقة؟
غضب الله.. الخوف.. القلق.. السمعة السيئة.. ألم أمك المسكينة التي خنت ثقتها..
أما والدك.. فلن يؤثر عليه هذا الأمر..
كان الأجدر أن تحاولي نصحه وتوجيهه بطرق غير مباشرة.. ثم بطرق مباشرة.. أن تدخلي طرفاً ثالثاً قادراً على الحوار بينكما.. أن تبلغي أمك مثلاً..
لكن أسلوبك هذا.. مع احترامي.. أسلوب غبي..!
- لكن أستاذة مها.. أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً..
- كلا تستطيعين..
هل جربت الدعاء له؟ هل جربت قيام الليل؟ هل صليت في الثلث الأخير ودعوت من كل قلبك؟ أم أسرعت فقط بإغواء الشيطان نحو جهازك لتحادثي ذلك الشاب؟ هل هذا الحل في نظرك؟
- لا أعرف.. والله لا أعرف!
وأخذت تبكي..
- المشكلة أنه لم يكن لدي من أكلمه.. من أبثه ألمي..
- هذا ليس عذراً يا حصة.. كان بإمكانك أن تأتي إلى محادثتي.. أن تفرشي سجادتك وتبثي همك إلى الله.. أن تحادثي والدتك أو أي شخص تثقين به.. لكن بالله عليك ما الذي سيفيدك حديثك مع الشاب؟
بكت بينما أستاذة مها تمسح على كتفها..
- لا أنا.. ولا أمك ولا كل من في هذا العالم يستطيعون أن يعيدوا أباك.. واحد فقط من يقدر.. ربك.. الجئي إليه يا غاليتي.. وسترين.


* * *

وذات مساء..
بعد أربع سنوات وسبعة أشهر من ذلك اليوم..
في صندوق بريد المعلمة مها الإلكتروني.. كانت هناك رسالة خاصة..
من حصة:
(الحبيبة الغالية أبلة مها..
كيف حالك؟
..
ألا زلت تذكرين ذلك اليوم؟
لم أعد أحادثه مذ حينها.. قطعت علاقتي السخيفة به.. وانتهيت..
الحمد لله..
أما قصة أبي..
فسأقول لك ما حصل..
أخبرت والدتي.. حدثت مشكلات كثيرة حينها بين أمي وأبي..
و.. تطلقا..
مررت بأيام عصيبة ومؤلمة أنا وإخوتي..
لكني تماسكت.. اتبعت نصيحتك.. واظبت على قيام الليل والدعاء لهما..
أربع سنوات.. لم أتوقف يوماً..
قبل ستة أشهر فقط عاد والديَّ إلى بعضهما.. الحمد لله حياتنا الآن رائعة..
والدي تغير كثيراً.. وكذلك أمي.. وهي حامل الآن.. ههههه شيء طريف أن أحصل على أخ في هذا العمر.. أليس كذلك؟
طبعاً نسيت أن أخبرك أني أدرس الآن في الجامعة السنة الثالثة..
حين أتذكر شريط حياتي.. تمر أمامي أحداث سوداء عاصفة كثيرة.. ثم.. فجأة.. تظهر صورتك كنجمة بيضاء ساطعة تنير دربي..
أحمد الله أن كنت معي ذلك اليوم وإلا لكان لحياتي مسار آخر – بمشيئة الله..
معلمتي وأمي الغالية أبلة مها.. أحبك من كل قلبي..
ولا أعرف كيف أشكرك..
فالأشخاص الذين يمنحون الحب مثلك على طريق الحياة نادرون.. نادرون جداً..)


* * *

على لوحة المفاتيح..
كانت قطرات دافئة تتساقط..


[size=16]**
مجلة حياة العدد (77) رمضان 1427هـ

[/size]


- 46 -

قوة عينيها

كانت نادية بطلة شعبية في المدرسة..
فقد كانت من النوع الذي لا يؤخذ حقه ولا تسكت عن أي تجاوز ضدها أو ضد غيرها.. لذا كنا نراها النموذج القوي الذي نحب ونحلم أن نصبح مثله..
لم تكن من النوع الذي يتشاجر دون سبب.. كلا.. لم تكن كذلك أبداً..
على العكس..
كانت لا تتشاجر إلا لأسباب وجيهة.. وفي الوقت الذي يخشى فيه الجميع من الحديث أو الاعتراض..
لقد كانت تمتلك قوة غريبة لا تملكها أي فتاة رأيتها في حياتي..
ذات يوم كان هناك مجموعة من الفتيات أو المخلوقات التي تشبه الفتيات يجلسن كحلقة قرب المقصف.. كان موقع جلوسهن سيئاً ومزعجاً للجميع فقد أغلقن الطريق أمام كل من تريد الشراء من نافذة المقصف الكبيرة..
كان من الواضح أنهن تعمدن ذلك لكي يعلم الجميع مدى قوتهن.. ولا أعرف ما الذي يفرحهن في هذا؟؟
لم يستطع أحد أن يواجههن بشكل قوي..
فقد كانت الجازي رئيسة المجموعة وهي فتاة مخيفة بكل ما تعنيه الكلمة بدءاً من جسمها الطويل القوي وتصرفاتها الحادة وهيئتها المسترجلة..
تأففت الكثير من الفتيات.. وأبدين تذمرهن وانزعاجهن لكن دون جدوى..
حتى أبلة منى مراقبة الساحة حادثتهن عدة مرات دون جدوى..
وفي النهاية رأتهن نادية..
فتحمست لعمل شيء..
- نادية.. أرجوك.. أرجوك.. لا تتهوري.. لا تقتربي من هؤلاء المجانين..
- قلت سأذهب يعني سأذهب..
- نادية أرجوك لا تجازفي بنفسك..
- ولماذا أجازف ماذا سيفعلن؟
- أنظري للسلسلة اللامعة التي تتدلى من جيبها.. قد تلسعك بها بكل سهولة..!
- أتحدى.. إنها أجبن من أن تفعل ذلك.. لا شيء يجعلها تتجرأ و(تنفخ) نفسها سوى خوفكن وجبنكن فقط!
وانطلقت بكل ثقة لتشتري من المقصف..
- لو سمحتوا شوي!
ولم يعرها أحد اهتماماً.. كانت كل فتيات الشلة ينظرن لبعضهن ثم ينظرن لها بازدراء ويتابعن ضحكاتهن..
رفعت صوتها..
- هذا يعني.. أنكن لا تردن التحرك.. حسناً سأتحرك أنا إذاً..
وانطلقت بشكل خاطف وجنوني.. تدوس عليهن بكل قوة..!!
كان منظراً غريباً.. مضحكاً.. مخيفاً.. رهيباً.. لا أعرف..
انطلقت صرخاتهن المتألمة العالية.. وهي تدوس بكل قوتها بحذائها الرياضي على أرجلهن وتتعمد ذلك.. وتقفز من حضن واحدة لأخرى غير آبهة بصرخاتهن وتوجعاتهن.. لتعبر نحو نافذة المقصف..
اجتمعت كل فتيات المدرسة على الموقف الرهيب..
وقفت الجازي بكل قوتها.. وصرخت بصوت أجش..
- هييييييييييه!! خير!! خير؟! ماذا تريدين؟
وبكل برود ردت نادية..
- لاشيء.. أريد فقط أن أشتري من المقصف..!
وذهبت لتشتري..
انطلقت الجازي خلفها وسحبتها من كتفها.. وصرخت كأسد هائج..
- تعالي كلميني..
كانت نادية متماسكة تماماً.. فقط التفتت نحو الطالبات وقالت..
- اشهدن جميعاً.. إنها تتعدى علي بيدها!! هل شهدتن؟
انتفخت أوداج الجازي وأصبح وجهها أحمر..
- انظروا.. انظروا لها.. إنها تنفخ أمامي بقوة.. لنر ماذا تستطيع أن تفعل؟
شعرت بالخوف الشديد على نادية.. فرغم قوة شخصيتها وعنادها الشديد وشجاعتها الغريبة.. إلا أنها ذات جسم نحيل ضعيف.. وقد بدت أمام الجازي كقطة صغيرة أمام أسد هائج..
- طيب.. طيب يا الـ.. (..)
بكل غرابة.. ولا أعرف لماذا أعطت الجازي نادية ظهرها وهي تسير شبه منهزمة.. وتردد (سأريك.. سأريك!)
صرخت فيها نادية لكل جرأة وقوة وحماس.. بصوت عال..
- هيا.. هيا..! اذهبي.. ولا تعودي للجلوس مرة أخرى مع قطيعك في هذا المكان مرة أخرى.. وإلا فإنني سأرتدي كعباً حاداً المرة القادمة..!
كان موقفاً غريباً.. لا أعرف كيف انسحبت الجازي أمام نادية.. رغم أنه بضربة واحدة من كفها الغليظ كان بإمكانها أن تسقط نادية صريعة..!
أيقنت أنها قوة شخصيتها.. قوة الحق في عينيها الحادتين.. والتي حولت ضعفها لقوة مخيفة..
ولهذا أصبحت كل الفتيات المشاكسات يخشين نادية ويتجنبن مواجهتها..
وأصبحت كل فتيات المدرسة يحببنها ويقفن في صفها..
ذات يوم.. حصل لي موقف لن أنساه.. كنت أسير مع صديقتي في ساحة المدرسة..
حين جاءت إحدى الفتيات المتهورات وهي تجري مسرعة واصطدمت بي بقوة فأوقعتني أرضاً وأكملت ركضها دون حتى أن تلتفت إلي أو تعتذر..
كانت سقطتي مؤلمة وقوية.. فقد ارتطم رأسي بجدار قريب..
وحين استطعت الوقوف وترتيب شعري، اقتربت مني نادية وهي غاضبة.. وقالت..
- نوال!.. لماذا تسكتين؟ اذهبي وحادثيها.. لقد تعودن على قلة الذوق والاحترام.. وهن بحاجة لمن يوقفهن عند حدهن..
شعرت بالخجل من نفسي.. بالفعل كنت أحتاج لأن أواجه من ظلمني وآخذ حقي منه.. لكن.. نظراً لضعفي الشديد.. لم أستطع يوماً أن أفعل ذلك.. كنت أتظاهر دوماً بأني أسامح الناس.. لكن الحقيقة هي أني أخاف من مواجهة الآخرين حتى لو كانوا مخطئين..
- تعالي.. قومي.. هيا..
أمسكت يدي.. وسحبتني..
- اسمعي.. أنا لن أتدخل.. فقط سأمسكها لك.. وأنت تصرفي.. مفهوم؟
ابتلعت ريقي بصعوبة وأنا أجري معها بارتباك..
وحين وجدت الفتاة تضحك مع زميلاتها رمقتها بنظرة قوية ونادتها بحدة..
- تعالي.. تعالي لو سمحت..
نظرت الفتاة إلينا بجمود يشوبه خوف واستغراب..
- نعم.. ماذا؟
- تعالي.. وواجهي هذه الفتاة التي أسقطتها بجريك الأهوج قبل قليل..
اقتربت ونظرت إلي نظرة غبية.. فلم أعرف ماذا أقول..
نظرت لنادية والعرق يتفصد من جبيني..
- آآآه.. آآ.. أنا.. ممم.. لماذا أسقطتني؟
- لا أدري.. لم أرك أصلاً.. أنت كنت تقفين في مكان خطأ!!
كانت نادية تراقبني بهدوء دون تدخل.. فتلعثمت مرة أخرى.. وقلت بصوت مرتعش..
- كلا.. لم يكن مكاني خطأ.. آآآ.. أنت كنت مسرعة..
ضحكت الفتاة باستهتار مقيت.. وأعطتني ظهرها لتكمل حديثها مع زميلاتها..
فصرخت نادية عليها..
- لو سمحت!!! الحديث لم ينته..!
يا الله! اجتمع بعض البنات حولنا.. شعرت بأني في ورطة.. ماذا أفعل؟ أريد أن أنسحب..
- ليس من حقك أن تجري بجنون كالأطفال وتضربي الناس ثم تقولي.. لم أرهم!!
شعرت الفتاة بالخوف فقالت..
- طيب.. والمطلوب..؟
- أن تعتذري لها..
نظرت إلي وهي تمط شفتيها ثم قالت..
- آسفة..
- انتبهي مرة أخرى حين تجرين.. فالناس ليسوا لعباً..
حمدت الله أن الموقف انتهى.. وسرت بعيداً وأنا أشعر باعتزاز لم أشعر مثله من قبل..
قالت لي نادية..
- نوال.. اسمعيني جيداً.. التسامح لا يعني أن تتركي حقك يضيع.. وأن تتركي الآخرين يتجاوزون حدودهم معك.. بتسامحك مع أمثال هؤلاء فأنت تتركين الطريق يتسع أكثر فأكثر لهم ولتجاوزاتهم.. إذا أردت أن تسامحي الآخرين فسامحيهم.. لكن وأنت قوية.. وليس.. وأنت ضعيفة.. هل تفهميني؟
بعد مرور عشرات السنين على ذلك الموقف لازلت أتذكر كلماتها بكل دقة..
حتى الآن.. لا أعرف إن كان كلام نادية صحيحاً تماماً أم لا..
ولا أستطيع أن أحكم ما إذا كان أسلوبها صحيحاً أم لا..
أعرف أننا كنا مراهقات.. لم ينضجن على نار الحياة بعد..
وما عرفته حقاً من خلال خبرتي في الحياة..
إن الإنسان إذا فقد قوته في الحق.. وسكت عن الظلم ضعفاً..
فإنه يفقد أول معالم إنسانيته..



**
مجلة حياة العدد (78) شوال 1427هـ

المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام

علم بلدك علم بلدك : سلسلة { اعترافات فتاة } (18) Male_e10
ذكر الميزان
عدد المساهمات : 8474
نقاط : 2147488620
تاريخ الميلاد : 28/09/1986

تاريخ التسجيل : 07/10/2010

العمر : 37
الموقع : https://egyfree.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : محاسب عام

الوظيفة : سلسلة { اعترافات فتاة } (18) Accoun10
المزاج : الحمد لله على كل حال

https://egyfree.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى