منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى
منتديات مصر الحره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رقم الزائر
.:: أنت الزائر رقم ::.
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) Counter

 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

ساعه المنتدى
المواضيع الأخيرة
» مؤسسة صقر الشارقة للنقليات | transporters
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالخميس فبراير 29, 2024 5:08 pm من طرف lovesport

» شركة تنظيف بالجبيل
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالأحد فبراير 18, 2024 2:04 am من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف بالجبيل
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 31, 2023 10:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف سجاد براس تنورة
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 09, 2023 5:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» تحميل القران الكريم بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد mp3 كامل مجانا مضغوط
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 18, 2023 12:34 pm من طرف alaa_eg

» تحميل التعليق العربي pes 2013 حفيظ دراجي
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 17, 2023 12:41 pm من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج SFX Maker لصناعة البرامج تثبيت صامت بآخر إصدار
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:32 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج تشغيل الفيديو QQ Player كيوكيو بلاير للكمبيوتر
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:27 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج صانع شهادات التقدير للكمبيوتر مجاناً - Certificate Maker
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:09 am من طرف alaa_eg

» تحميل القران الكريم بصوت اسلام صبحي mp3 كامل مجانا
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 10, 2023 5:32 am من طرف alaa_eg

» بوكلين فولفو 460 - حفار فولفو 2009 - VOLVO EC460B - Excavator - كود A 282
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 14, 2023 4:11 pm من طرف lovesport

» تبادل إعلاني مجاني - تبادل بانرات ، تبادل اعلانات نصيه ، تبادل زيارات
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:34 pm من طرف alaa_eg

» منتديات عرب مسلم
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:32 pm من طرف alaa_eg

» منتديات مثقف دوت كوم
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:30 pm من طرف alaa_eg

» منتدى برامج نت
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:28 pm من طرف alaa_eg

» منتدى المشاغب
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:26 pm من طرف alaa_eg

» منتديات العرب
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:24 pm من طرف alaa_eg

» منتدى عرب مسلم
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:22 pm من طرف alaa_eg

» منتديات برامج نت
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:20 pm من طرف alaa_eg

» منتدى فتكات
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:18 pm من طرف alaa_eg

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1750 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Shimaa mohamed فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 33041 مساهمة في هذا المنتدى في 8848 موضوع
دخول

لقد نسيت كلمة السر

مجموعة منتديات مصر الحره
مجموعات Google
مجموعه منتديات مصر الحره
زيارة هذه المجموعة
-------------------------------------------------------------------
سلسلة { اعترافات فتاة } (12) Groups_logo_sm
اشتراك في مجموعه منتديات مصر الحره
أدخل إيملك ليصلك جديدنا:
تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر الحره على موقع حفض الصفحات


سلسلة { اعترافات فتاة } (12)

اذهب الى الأسفل

سلسلة { اعترافات فتاة } (12) Empty سلسلة { اعترافات فتاة } (12)

مُساهمة من طرف المدير العام الأربعاء أكتوبر 27, 2010 1:43 am



- 31 -

قصة / شائعة العفيصان

رائحة الندى

سلسلة { اعترافات فتاة } (12) Ah-t-63-1

أمسكت ديمة بيد أستاذة سمر الأخصائية النفسية وقالت وهي تبكي..
(بربك أي عدل هذا الذي تحدثيني عنه؟! بعد ثمانية عشر عاماً تخبريني..؟! بعد أن بدأت جراحي تلتئم تفتحينها وتؤلميني؟! لماذا في هذا الوقت بالذات؟)


مسحت دموعها عن خدها..
(هل تعلمون ما الذي نعانيه؟! هل تعلمون الآلام التي نعيشها؟!)


تنهدت بحرقة وهي تقول..
(أعرف أننا لديكم مجرد أرقام وحالات وملفات تدرسونها اجتماعياً ونفسياً! أما آلامنا.. جراح قلوبنا التي لم تذق طعم الحب والحنان فلا تعرفون عنها شيئاً)


حاولت سمر مقاطعتها والتعليق على كلامها لكنها لم تستطع.. فلاذت بالصمت..

اقتربت ديمة من المكتب وأمسكت صورة أطفال الأستاذة وقربتها من وجه الأستاذة وهي تقول بهدوء..
(انظري..
انظري لصورة أطفالك..
انظري لعيونهم..
وقارني بينها وبين عيوننا..
عيا قارني..
لتعلمي أن الفرق بيننا كبير.. وشاسع..
عيون مشبعة بالدفء.. وأخرى محرومة ضائعة تبكي بلا دموع..)
رفعت عينيها نحو سقف الغرفة بهدوء.. وقالت بهمس..
في كل ليلة..
كل ليلة.. أتأمل وجهاً من صنع خيالي..
أرسم التفاصيل لوجه حبيب وأخط له أجمل عيون.. وأجمل أنف وفم.. أمنحها صوتاً رخيماً دافئاً..
أجلس في أحضانها.. وأقبلها.. وأتركها تمسح بيدها على شعري..
تلك الأم.. التي تخلت عني..
تنهدت ثم أكملت بخيبة أمل.. وهي تنظر للأرض..
(حقاً لا أحد يعرف ظروفها.. لكن.. لا عذر لها..)
وفجأة داهمتها موجة غضب وصرخت..
(لا عذر لها أن ترميني في الدار أتعذب بلا أم أو أب كل تلك السنوات.. لا عذر لها أن تترك فلذة فؤادها بين المربيات المستأجرات.. تقاسي الأمرين.. تتسول من أعينهن نظرة حنان أو حب فلا تجد.. يتغيرن سنة بعد سنة.. فلا تثق في حب مربية خوفاً من فقدانها وذهابها..)


(لا تكوني قاسية هكذا يا ديمة.. فأنتم ولله الحمد نحظون بالرعاية والعناية والمسؤولون يقومون بزيارتكم و..)

رفعت ديمة يدها مقاطعة.. وقالت باستخفاف..
(نعم.. نعم.. يقومون بزيارتنا مرة أو مرتين في السنة، لكن كضيوف شرف ومعهم الإعلاميون لتسجيل الزيارة.. وبالطبع قبل قدومهم يتم تنظيم الأمور حتى يبدو الوضع بلا مشاكل أمامهم!!


(لا يا ديمة.. لا تتحدثي بهذا الأسلوب السوداوي.. تفاءلي واحمدي الله..

أكملت ديمة بهدوء غير آبهة بما قالته سمر..
(في صغرنا.. كنا نعلم أننا أيتام فقط.. كانت لنا كرامة بعض الشيء.. هه.. كان الجهل نعمة لنا.. رغم الألم والحرمان واليتم.. كنا غارقين في عالم الطفولة البريء..
أما الآن فقد تغير كل شيء.. بدأت مشاكلنا في الظهور.. وكل باحثة أو دارسة نفسية تأتي إلينا تبدأ في إظهار قدراتها وتتعامل معنا كفئران تجارب حتى تثبت صحة نظرياتها!
نظرت نحو البعيد تسترجع ذكريات قديمة..
(لا أنسى ذلك اليوم الحزين الذي عرفت فيه حقيقتي وكان عمري اثنا عشر عاماً فقط..
طبقت علينا إحدى الباحثات النفسيات نظريتها حتى تستكشف رد الفعل.. فشرحت لنا وضعنا الاجتماعي ونحن في ذلك السن..
حقيقتنا المرة.. أننا.. لقطاء.. أطفال غير شرعيين..
أي حقيقة أكثر ألماً من هذه؟.. قولي لي..!)
وانكفأت على وجهها باكية بحرقة..


لم تعرف سمر ماذا تقول لها.. وأخذت تفكر في هذه النظرية التي وجدت ترحيباً من المسؤولين والمهتمين كدراسة تطبيقية. ولكن إنسانياً.. ألم يفكروا في ألمها؟ ألم يتخيلوا كيف تحطم أنفس هؤلاء الأيتام وأرواحهم الشفافة وهم في ذلك السن الخطر؟ ما جرمهم.. ما ذنب هؤلاء الأبرياء حتى يسقوا العلقم..؟

قامت ديمة ووقفت أمام سمر.. وأكملت بتلعثم..
(عندما علمنا بحقيقتنا أول الأمر كنا نلعن تلك الأم التي تخلت عنا.. وعندما هدأت براكين الغضب.. بدأنا نفكر بهدوء.. لم يعد في أعيننا سؤال سوى.. من نكون؟ من أمهاتنا؟ من هي هذه الأم التي رمت بقطعة قلبها في الشارع لتمسح فعلتها الدنيئة؟.. أين هي الآن؟ هل هي موجودة وحية؟ هل تفكر بنا كما نفكر بها؟ أم أنها قد نستنا تماماً؟ هل تحس بما نتعرض له من ألم كل يوم بسببها؟ هل.. هل تحبنا؟
فيما بعد.. لم نعد نكرهها.. لأننا لم نعرف الحب.. فكيف نكره؟!
كم تعرضنا في حياتنا للظلم والقسوة... فأي خطأ نرتكبه ولو كان بسيطاً يفسر ألف تفسير وتفسير.. فنحن.. مختلفون عن الأطفال الأسوياء.. نحن.. موطن شك وريبة..
لم تستطع أن تتماسك فانهارت بالبكاء مرة أخرى..


اقتربت منها الأخصائية وضمتها إليها ومسحت على رأسها وهي تقول..
(كل هذه المشاعر تخفينها يا حبيبتي؟)..
هدأت نفسها وتذكرت السبب الذي من أجله استدعتها الأخصائية.. فقالت..
(حسناً.. أوافق أن أقابلها يا أستاذة سمر.. لكن بشرط.. أن أراها دون أن تراني.. أريد أن أسمع صوتها.. أرجوك أريد أن أسمع صوتها وقصتها كاملة وبعدها أقرر وأخبرك بموافقتي على لقائها أو لا..)
قالت سمر (من حقك يا ديمة اتخاذ القرار ولن نجبرك على شيء.. ستأتي صباح الغد بإذن الله.. اذهبي الآن إلى غرفتك.. وخذي حماماً منعشاً ونامي جيداً وسأرسل لك قبل مجيئها صباحاً)..
حين خرجت من غرفة الأخصائية اتجهت إلى غرفتها فوجدت أخواتها من أسرتها تجمعن هناك.. ارتمت على صدر أختها هناء باكية.. فقالت صباح بتهكم.. (احمدي الله يا ديمة.. فبدل أن تفرحي بهذا الأمر تتأزمين وترفضين؟ حقا أنت غريبة!)
ثم أتبعت (ليتني في مثل وضعك لرضيت وقنعت.. ولكن هيهات أنا أعلم بوضعي كله.. !)
ووقفت وهي تؤدي حركات استعراضية.. وتشير بيدها كالمهرج..
(أنا ابنة السنيورة!.. الجميلة! حاوية القمامة.. القبيحة..!).. وقهقهت ضاحكة بمرارة.. وابتعدت راكضة بعيداً عن المجموعة تكاد تحرقهم بنظراتها الغاضبة..
نظرن إلى بعضهن نظرات كسيرة.. نعم إن لكل واحدة قصة لا ناقة لها بها ولا جمل.. فهن مجرد ضحايا..


* * *

استيقظت ديمة على يد تهزها برفق وصوت يناديها..
- ديمة.. ديمة.. انهضي حان الموعد ستأتي..!
أفاقت بعينين ناعستين ذبلت رموشها من كثرة البكاء طوال الليل.. وابتسمت لهناء رفيقة دربها.. السمراء الحنونة..
- أحقاً يا هناء؟! ستأتي هي بنفسها..؟
- نعم.. هي ستأتي بعد قليل.. هيا يا كسولة بسرعة.. هيا..
قامت ديمة بتثاقل فهي لا تملك حيوية هذه الجوهرة السمراء هناء..
لبست ديمة ملابسها بكل عناية.. ورفعت شعرها الطويل بشكل مرتب.. وارتدت صندلاً خفيفاً.. وبدت رقيقة وجميلة..
سارت في الممر الطويل المؤدي إلى المكتب الخاص للأخصائية سمر بالقرب من الحديقة الصغيرة..
لم تكن تشعر بأي مشاعر.. طرقت الباب بكل أدب ثم دخلت.. باغتتها سمر..
- هيا بسرعة! أخرجي من الباب الخلفي وسأفتح الشباك حتى تسمعي كل ما يدور بنفسك..
وقفت ديمة خلف الشباك وأحست بحركة وسمعت عبارات ترحيب.. فبدأ قلبها يخفق بشدة.. يكاد يقفز من بين أضلاعها.. فتماسكت ودعت الله أن يعينها..
وبيدين مرتجفتين سحبت جزءاً من الستارة.. لكنها لم تر شيئاً فالضيفة قد أعطتها ظهرها من الخلف ولم تميزها لأن العباءة تغطيها من أعلى رأسها لأخمص قدميها..
سمعت سمر تتحدث للمرأة.. ثم سمعت المرأة لأول مرة تتحدث.. بدأت تبكي وتقول..
(أرجوك يا أستاذة سمر أنا متأكدة أنها ابنتي الحبيبة.. لديها شامة مدورة بحجم الريال المعدني وأنا لدي واحدة بذراعي مثلها..
رفعت ديمة كم بلوزتها.. وأخذت تنظر للشامة وكأنها تنظر إليها للمرة الأولى وهي ترتعش من التأثر والقلق..
أخذت الضيفة ترجو سمر أن تراها وتقابلها.. وتقول..
(أرجوك.. لم يعترف لي والدي إلا منذ فترة بسيطة قبل وفاته.. فاجأني بطلبه السماح مني قائلاً أنه كان يحترق ألماً علي لكنه لم يرد إخباري.. لقد قال لي والدي أن ابن عمي صادق في أنه لم يختطف ابنتي أو يقتلها.. وأعطاني والدي حقيبة سوداء قال أن كل الحقائق موجودة فيها.. قال والدي.. أنه تخلص هو من ابنتي لأنه لم يتحمل أن يترك ابنة من خان الأمانة تعيش معه..
قال والدي بكل حسرة وندم.. أنه لم ولن يسامح ابن أخيه الذي انتهك عرضي.. عرض ابنته الوحيدة.. لذا أراد أن يتخلص من هذه الطفلة البريئة التي كانت ستلطخه بالعار.. فوضعها أمام دار حضانة الأطفال الأيتام مع رسالة تفيد بأن اسمها ديمة عبد الله..)
تنهدت قليلاً ثم أكملت..
(أخبرني والدي أنه كان يزور الدار كل أسبوع ليراها حين كانت طفلة.. كان يزورها بصفة أنه متبرع وفاعل خير.. ألا تعرفينه.. إنه الشيخ أبو محمد الزائر الدائم للأطفال..)
ترددت ثم قالت بعاطفة شديدة..
أرجووووك يا أستاذة سمر.. أرجوووك أريد أن أراها الآن.. لم أعد أحتمل.. أريد أن أرى ابنتي)
وحاولت أن تنهض فلم تستطع فوقعت على الأرض من على كرسيها المتحرك..
صرخت ديمة من شدة التفاعل مع أمها التي لم تتخيل يوماً أن تكون معاقة.. وأطلت من النافذة.. التفتت الأم إلى مصدر الصوت.. فكأنها تنظر لصورتها في شبابها..
(إنها ابنتي!!.. ابنتي) قالتها شاهقة.. وأخذت تزحف نحو النافذة بكل ما تستطيع..
أقبلت ديمة مسرعة من الباب تصرخ (يمه.. يمه).. ومدت يديها نحو أمها تعانقها وتقبلها وتشم رائحتها التي افتقدتها طوال حياتها ولم تعرفها إلا هذا الصباح مع رائحة الندى..
(عذراً يا أمي لم أكن أعلم بحقيقة قصتك، وحالتك الصحية.. سامحيني لأني لم أوافق على رؤيتك سامحيني)
صمتت الأم طويلاً إلا من شهقات البكاء ثم قالت..
(والله يا بنيتي لم يكن لي يد في ما جرى لك.. لقد حملت بك كما علمت بسبب اعتداء من ابن عمي.. وفوجئت باختفائك بعد ولادتك بساعات.. كان قلبي يحترق ألماً طوال ثمانية عشر عاماً وأنا لا أعرف مصيرك المجهول)
أخذت ديمة تقبل يدي أمها وتمسح بها دموعها.. عاجزة عن الكلام..
(كلانا يا ديمة ضحية.. فنحن وجهين لعملة واحدة...)..



**
مجلة حياة العدد (63) رجب 1426هـ



- 32 -


شيء جديد.. على وجهي!

سلسلة { اعترافات فتاة } (12) Ah-t-64

وقفت وأنا مترددة أمامها..
- يمه..
- نعم..
ردت أمي باقتضاب وهي تمسح مرآة غرفة نومها..
ابتلعت ريقي وتشجعت لأقول..
- أريد أن أشتري فستاناً جديداً لزواج خالي فهد.. لو سمحت..
كانت مستمرة في المسح دون أدنى اهتمام..
تشجعت مرة أخرى ودقات قلبي تتسارع.. وقذفت قنبلتي:
- وأتمنى أن أشتري حذاء وحقيبة سهرة صغيرة..!
نظرت إلي بحدة.. وقالت باستهزاء..
- لماذا لا تشترين السوق بأكمله؟ هاه؟.. من يسمعك لا يصدق أنك قد اشتريت فستاناً فخماً الصيف الماضي فقط..
- لكن.. يا أمي.. فستان الصيف الماضي لبسته لأربع مناسبات متتالية.. وزواج خالي لا يعتبر مناسبة عادية.. فأنا ابنة أخت المعرس.. وأحتاج لفستان جديد.. الله يخلييييييييك..
مطت شفتها بغضب..
- يا لصغر عقولكن.. من أجل ساعتين فقط.. تردن صرف خمسمائة ريال على فستان جديد.. بنات آخر زمن.. فستانك من أروع ما يكون ولا تحتاجين لفستان جديد..
ثم عادت للمسح دون اكتراث.. وكأن الأمر مفروغ منه..
وتمتمت بهدوء..
- قسط الإيجار والفواتير كلها تراكمت على والدك هذا الشهر.. لا نستطيع..
بدأت الدموع تلمع في عيني..
- أمي أرجوك.. لا يمكن أن أحضر الزواج بذلك الفستان.. لا يمكن.. سيكون ذلك مضحكاً! لقد صبرت بما فيه الكفاية.. أنا أحرم نفسي من كل شيء من أجل ميزانيتكم.. والله لقد تعبت من نظرات بنات أعمامي وعماتي.. تعبت من تحمل ذلك..
كلهن يرتدين فساتين جديدة في كل مناسبة.. وأنا.. دائماً ملابسي مكررة وقديمة.. ورخيصة أيضاً.. !
بدأت أبكي بحرقة..
- (لماذا تفعلون بنا ذلك.. إذا لم نلبس ونستمتع في هذا السن فمتى بالله نستمتع ونلبس ما نريد؟ ألا يكفي أنني أحرم نفسي من شراء المكياج الفاخر ولا أشتري إلا من المحلات الرخيصة.. ألا يكفي أني لا أشتري إكسسواراتي إلا من أبو ريالين وشاكلته بينما بنات عماتي لا يشترين إلا أرقى الماركات!!
إلى متى نعيش في هذا الحرمان؟ إلى متى؟)
واتجهت مسرعة إلى غرفتي.. متجنبة نظراتها.. وأنا أبكي على حالي رغم أنني كنت أعلم جيداً أن وضعنا المادي لا يسمح.. وأنني كنت أبالغ في كلامي..


* * *

منذ صغرنا.. كنت أشعر بأنني لا أستطيع الحصول على ما يرغب به أغلب الأطفال.. فالألعاب لا نشتريها إلا في الأعياد.. وكذلك الملابس والأحذية من النادر أن نشتري الجديد منها دون مناسبة هامة..
كنت أشعر بكبت شديد.. لكني رغم طفولتي كنت أقدر ذلك لوالديّ فلا أطالبهما بما يرهق كاهلهما.. وكنت أحبس أحلامي ورغباتي الصغيرة في صدري..
فيما عدا ذلك كنا أسرة متماسكة ولله الحمد.. ولم تكن هناك الكثير من المشاكل سوى ذلك الألم الذي يغتالني بسبب إحساسي أن والديّ ضعيفان ومسكينان وغير قادرين على توفير ما أحتاجه.. كنت أشعر أن سعادتي ناقصة..
فقد كانت عبارة.. (ما نقدر)، (ما عندنا فلوس!)، (بابا مسكين ما يقدر يشتري لك هذا).. كانت هذه العبارات تغتال فرحتي الطفولية بل وتغتال حتى أحلامي الصغيرة..
حتى حين كنت أستلقي على السرير.. وأتخيل ما أحلم به من ألعاب وحلوى كثيرة.. كنت أسمع صوت أمي يتردد من بعييييد (ما نقدر)، (ما عندنا فلوس).. فتتهدم قصور أحلامي وتتساقط أراجيح أمنياتي..
وحين كبرت.. بدأت أشعر بالفرق بيني وبين زميلاتي وقريباتي.. وبدأت النظرات الشامتة تأخذ طريقها للملابس الرخيصة والساعات المقلدة التي أرتديها.. كانت مشكلتي الكبرى هي أن معظم من حولي هم من فئة المقتدرين أو الأغنياء مادياً.. وكنت أشعر بالألم يعتصرني حين تتحدث بنات أعمامي وعماتي عن ماركات ملابسهن كأحذيتهن.. ومكياجهن وعطورهن الفاخرة.. بينما أذوب أنا خجلاً فأشغل نفسي عن حديثهن بمداعبة طفل صغير أو تقليب جريدة قديمة..
كنت أعتبر نفسي أقل منهن.. فلا أستطيع محادثتهن ولا عقد صداقة قوية معهن تذلك السبب..-


* * *

وذات يوم.. سكن جيران جدد في الدور الذي يعلونا مباشرة..
كانوا أسرة من باكستان.. أم مع ابنتيها إحداهما في سني تقريباً.. وتهم ابنين في باكستان.. أما الأب فيغيب معظم اليوم في العمل..
ولعدم وجود رجل لديهم في البيت معظم اليوم كنت أستمتع كثيراً بزيارتهم.. وهم كذلك.. فكنت أقضي وقتاً ممتعاً لديهم.. دون ممانعة أمي.. وكنت أتخاطب مع الفتاتين – نسرين وفايزة- بخليط من العربية والانجليزية المكسرة.. ورغم هذا نشأت صداقة قوية بيننا..
كنت أشعر بشي غريب لديهم..
فرغم ضعف حالتهم المادية.. ورغم بساطة بيتهم الشديدة.. وعدم وجود الأثاث في بعض الغرف.. لكن بيتهم كان يرفل بسعادة غريبة.. ما شاء الله.. كانت الأم دائماً تحمد الله وكانت تفرح بي إذا رأتني.. وكانت الفتاتان سعيدتين جداً بحياتهما.. ولا يبديان أي تذمر من حالتهما المادية..
بعد فترة عرفت أنهما كانا يعيشان في وضع مختلف قبل قدومهما.. لذا فهما تشعران أن هذا البيت واسع عليهم.. لكن في نفس الوقت كانت نسرين تتحدث عن بلدها وعن أقاربهم هناك بفرح شديد وتصف لي السعادة التي كانوا يعيشون فيها هناك..
تعلمت مع نسرين.. أن أفرح بكل ما حولي.. وأحمد الله..
وحين كنت أشاهد غرفتها.. كانت تعجبني تلك البساطة الرائعة.. وتلك الأشياء الصغيرة الرخيصة في ثمنها الغالية في معناها.. كانت تحتفظ بلعب طفولتها القديمة مصفوفة بترتيب على رفها.. كما كان لديها صندوق معدني ملون جميل تحتفظ فيه برسائلها مع ابنة خالتها.. وكان لديها ألبوم صور تحتفظ فيه بقصاصات من أوراق الصحف والمجلات.. فيه صور جميلة وقصائد..
حين كنت أدخل غرفتها كنت أشعر أني أدخل عالماً آخر.. غني بأشياء كثيرة.. لذا كنت أفرح..
وذات يوم زارتني... وشاهدت غرفتي لأول مرة.. فتحت درجي فشاهدت الأعداد الكبيرة من الأكسسوارات التي لدي.. بهتت وقالت..
- واااو غادة.. عندك كثيييير Jewels ما شاء الله!!
- إنها مقلدة ليست مجوهرات..
- أعرف.. لكنها كثيرة.. وجميلة..
وأخذت تقلب أكسسواراتي واحداً بعد الآخر.. وهي معجبة جداً بها..
وحين فتحت لها دولابي.. بهرت بالفساتين التي لدي.. وقالت..
O my Ghada !
you r a princess..!
you have wonderful dresses..
(أوه غادة! أنت أميرة! لديك فساتين رائعة)
شعرت أن كلماتها أصابت صميم قلبي..
فساتين أميرة؟!! فساتيني أنا؟!
معقولة؟!!
شعرت بالخجل وحاولت أن أقول لها أنها كلها فساتين قديمة ورخيصة.. لكن لم أستطع..
حين نظرت إليها وهي منبهرة بفساتيني.. شعرت بشيء غريب.. خليط من الخجل والرحمة في نفس الوقت..
كنت أعلم أن وظيفة والد نسرين كانت جيدة..
لكن نظراً لكونه يصرف على ولديه اللذين يدرسان الطب.. مع والديه الكبيرين في السن.. وأخته الأرملة.. لذا كان وضعهم المادي فيه شيء من الصعوبة..
وحين نظرت نسرين لحقيبة مكياجي وأخذت تقلب محتوياتها كانت عيناها تشعان بفرح.. وهي تقول.. أن لدي عدة مكياج مبهرة..
تلمست مفرش سريري.. وقالت أنه يبدو من النوعية الفاخرة..
بدت مبهورة بكل ما لدي..
وقالت.. ما شاء الله يبدو أنكم أغنياء يا غادة.. !
أمسكت زمام ضحكتي.. لكن بعد قليل شعرت أنها تقول شيئاً هاماً..
قلت لها نحن أغنياء؟؟ لسنا كذلك.. لكن الحمد لله..
وقبل أن تخرج فكرت أن أهديها أحد فساتيني القديمة التي أعجبتها.. أمسكته وقدمته لها.... لكنها رفضت تماماً.. وقالت كلا لا يمكن.. الحمد لله لسنا بحاجة لفستان جديد..
حاولت إقناعها بشتى الوسائل لكنها رفضت بشدة وشكرتني..
وفي تلك الليلة أخذت أفكر بصدق.. هل نحن أغنياء حقاً كما قالت نسرين؟
الحمد لله نعيش في بيت يأوينا.. ولدينا ملابس تسترنا.. وطعام يغذينا.. وشراب يروينا.. وحلي تزيننا.. فماذا نريد أيضاً؟
سبحان الله.. يبقى الإنسان طماعاً ولا يملأ فمه إلا تراب القبر..
نحن فقط لدينا الحق في أن نقيم أنفسنا كفقراء أو أغنياء.. ونحن من يوحي للآخرين بذلك بتصرفاتنا..
ومنذ ذلك اليوم قررت أن أعتبر نفسي غنية وأحمد الله وأشكره بدلاً من التذمر..
وفي زواج خالي فهد.. ارتديت فستاناً من فساتيني القديمة..
لم يكن علي من شيء جديد سوى قرط فضي متدل..
وملامح سعادة وقناعة وفخر تطل من وجهي لأول مرة.. وبشكل أثار إعجاب الجميع..



**
مجلة حياة العدد (64) شعبان 1426هـ
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام

علم بلدك علم بلدك : سلسلة { اعترافات فتاة } (12) Male_e10
ذكر الميزان
عدد المساهمات : 8474
نقاط : 2147488608
تاريخ الميلاد : 28/09/1986

تاريخ التسجيل : 07/10/2010

العمر : 37
الموقع : https://egyfree.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : محاسب عام

الوظيفة : سلسلة { اعترافات فتاة } (12) Accoun10
المزاج : الحمد لله على كل حال

https://egyfree.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى