منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مصر الحره
اهلا ومرحبا بك فى منتديات مصر الحره

اذا كنت عضو معنا تفضل بالدخول ، واذا كنت زائر ندعوك

للتسجيل معنا فى منتدانا للاستفاده منه وإفاده أعضاءه

ولمراسله الاداره فى اى أمر هام توجه الى قسم الزوار وأضف طلبك او موضوعك

مع أرق وأجمل تحياتنا لكل الزوار والأعضاء ،،، إدارة المنتدى
منتديات مصر الحره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رقم الزائر
.:: أنت الزائر رقم ::.
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) Counter

 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

ساعه المنتدى
المواضيع الأخيرة
» مؤسسة صقر الشارقة للنقليات | transporters
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالخميس فبراير 29, 2024 5:08 pm من طرف lovesport

» شركة تنظيف بالجبيل
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالأحد فبراير 18, 2024 2:04 am من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف بالجبيل
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 31, 2023 10:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف سجاد براس تنورة
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 09, 2023 5:00 pm من طرف شيماء أسامة 272

» تحميل القران الكريم بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد mp3 كامل مجانا مضغوط
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 18, 2023 12:34 pm من طرف alaa_eg

» تحميل التعليق العربي pes 2013 حفيظ دراجي
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 17, 2023 12:41 pm من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج SFX Maker لصناعة البرامج تثبيت صامت بآخر إصدار
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:32 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج تشغيل الفيديو QQ Player كيوكيو بلاير للكمبيوتر
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:27 am من طرف alaa_eg

» تحميل برنامج صانع شهادات التقدير للكمبيوتر مجاناً - Certificate Maker
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 12, 2023 9:09 am من طرف alaa_eg

» تحميل القران الكريم بصوت اسلام صبحي mp3 كامل مجانا
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 10, 2023 5:32 am من طرف alaa_eg

» بوكلين فولفو 460 - حفار فولفو 2009 - VOLVO EC460B - Excavator - كود A 282
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 14, 2023 4:11 pm من طرف lovesport

» تبادل إعلاني مجاني - تبادل بانرات ، تبادل اعلانات نصيه ، تبادل زيارات
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:34 pm من طرف alaa_eg

» منتديات عرب مسلم
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:32 pm من طرف alaa_eg

» منتديات مثقف دوت كوم
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:30 pm من طرف alaa_eg

» منتدى برامج نت
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:28 pm من طرف alaa_eg

» منتدى المشاغب
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:26 pm من طرف alaa_eg

» منتديات العرب
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:24 pm من طرف alaa_eg

» منتدى عرب مسلم
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:22 pm من طرف alaa_eg

» منتديات برامج نت
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:20 pm من طرف alaa_eg

» منتدى فتكات
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2023 6:18 pm من طرف alaa_eg

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1750 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Shimaa mohamed فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 33041 مساهمة في هذا المنتدى في 8848 موضوع
دخول

لقد نسيت كلمة السر

مجموعة منتديات مصر الحره
مجموعات Google
مجموعه منتديات مصر الحره
زيارة هذه المجموعة
-------------------------------------------------------------------
سلسلة { اعترافات فتاة } (7) Groups_logo_sm
اشتراك في مجموعه منتديات مصر الحره
أدخل إيملك ليصلك جديدنا:
تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مصر الحره على موقع حفض الصفحات


سلسلة { اعترافات فتاة } (7)

اذهب الى الأسفل

سلسلة { اعترافات فتاة } (7) Empty سلسلة { اعترافات فتاة } (7)

مُساهمة من طرف المدير العام الأربعاء أكتوبر 27, 2010 1:37 am


[size=25]- 21 -


صباح الخميس المرعب

سلسلة { اعترافات فتاة } (7) Ah-t-53

- هنوف.. هنوف..
تقلبت قليلاً.. ثم فتحت عيني بصعوبة.. نظرت بلمحة خاطفة لساعة الحائط فإذا بها تشير للتاسعة والنصف.. لكن اليوم خميس..
[size=16]- ماذا هناك.. لماذا توقظينني الآن؟
- استيقظي بسرعة.. شيء هام..
- يا الله صباح خير!..
وبدأت أجلس بتثاقل.. وأنا أتوقع أنها قد أعدت طبقاً للفطور كعادتها وحصلت مشكلة في المطبخ.. يا لنجلاء وهوايتها السخيفة..!!
- أفففففف.. ماذا أحرقت اليوم يا فليحة؟
- لم أحرق شيئاً.. قومي بسرعة.. تعالي.. أمي.. أمي تبكي هناك.. شيء خطير حصل على ما يبدو.. يا الله!.. هل هناك من يبدأ صباح يوم خميس منعش مثلنا؟ بكاء ومشاكل (على الصبح)! يا رب ارحمنا..
- حسناً.. وماذا هناك؟
- أقول تبكي..!
- ليست أول مرة.. اسكتي واذهبي..
- هنوف.. صدقيني.. هذه المرة الأمر يختلف.. مم.. يبدو.. يبدو..
ثم همست لي بصوت خائف واتسعت عيناها وكأنها تخبرني بشيء عظيم..
- يبدو أن أبي قد.. تـ.. تزوج..!
تلقيت صدمة كبيرة.. لكني حاولت أن أتماسك..
- من قال هذا؟
- هذا ما عرفته من همهماتها ودعواتها عليه..
كنت قد سمعت أخباراً كثيرة من هنا وهناك حول هذا الموضوع، وحدثت خلافات كثيرة بين أمي وأبي تخللها موضوع هذا الزواج.. لكني لم أتوقع أن يتحول هذا الكلام فعلاً لواقع ملموس.. كنت أتوقع أن أبي كان يقول ذلك ليغيظ أمي فقط.. ولم أصدق ما قالته هذه المتهورة.. أو.. لم أرغب في تصديقه.. شعرت بأنها تختلف أو تتخيل.. فصرخت بها بقوة لأقذف سيل غضبي عليها..
- (انقلعي)!! اذهبي يا غراب السوء.. حسناً.. فليتزوج.. أريد أن أنام!!
تكورت في سريري وغطيت رأسي حتى أطراف قدمي بالغطاء جيداً.. دفنت رأسي بالمخدة.. وتمنيت لو أعيش في جزيرة صغيرة في المحيط.. تماماً مثل تلك الجزيرة التي كانت تظهر في إحدى حلقات (وودي بيكر) حين كنا صغاراً..
يا سلااااااام.. جزيرة هادئة.. رمال وأشجار جوز الهند.. وأمواج زرقاء صافية.. وأسمع أصوات الطيور.. وأمواج البحر.. فأسترخي في هدوووووووووء..
(ززززززززززززز)
يا إلهي.. ما هذا الصوت المرعب!! زلزال!
أزلت الغطاء عن وجهي لتظهر أمام عيني (سومارتي) الغاضبة تكنس الغرفة بالمكنسة الكهربائية.. صرخت بغضب..
- ألم تجدي غير هذا الوقت لتكنسي فيه؟!!!
صمتت بعناد وأكملت عملها دون أن تلتفت إلي..
يا الله!.. ماذا أفعل.. ياللإزعاج.. مشاكل.. زواج.. بكاء ومكنسة كل هذا في صباح يفترض أن يستمتع الناس فيه..!!
خرجت من الغرفة.. ذهبت للحمام.. وحين غسلت وجهي ونظرت لنفسي في المرآة.. بدأت أستوعب حقيقة ما سمعته من نجلاء قبل قليل.. هل يعقل هذا؟ كلا.. لا يمكن.. لابد وأنها خمنت هذا الأمر.. أو هذه المصيبة.. لا.. لا يمكن.. أن.. يتـ.. أعني.. يتزوج.. أبي.. لا يمكن.. فهو أبي.. أبونا نحن.. نحن وحدنا.. ولن يذهب لغيرنا..
هكذا أخذت أفكر ودقات قلبي تتسارع بقوة..
وحين مررت قرب غرفة أمي.. كان صوت بكائها واضحاً.. وبابها مقفل.. والحزن يجثم على البيت بشكل مرعب.. طرقت الباب.. لكنها لم تفتح..
توجهت للصالة.. كان الصغار مستلقين على بطونهم لمشاهدة بعض الأفلام المتحركة.. وحين رأوني شعروا بأني المنقذ لهم..قفزت رنا الصغيرة أمامي..
- هنوف.. أنا جوعانة.. جوعانة
- اذهبي لسومارتي.. اطلبي منها أن تصنع لك شيئاً..
- كلا.. سومارتي لا تريد.. إنها غاضبة..
فعلاً.. إنها صادقة.. حين تغضب سومارتي فإنها لا تطاق..
لا أعرف لماذا تجتمع كل الأحزان سوية..
رن الهاتف.. لم أكن أرغب قي الرد لكن عزوز (الملقوف) أسرع ورد على الهاتف ليناولني إياه بعد رد السلام.. ففف.. فكانت المتحدثة زوجة عمي.. لابد وأنها تريد الشماتة..
كانت تريد أن تؤكد لي بطريقة أو بأخرى أن أبي قد تزوج.. لم أستطع إكمال المكالمة فقد بدأت الدموع تنهمر من عيني بلا شعور.. وأغلقت الهاتف بقوة..

* * *

في الأيام التالية.. حاولت أن أكون أكثر تماسكاً وأن أبدو متفاءلة أمام أمي التي كادت تنهار في أول الأمر.. وكنا نتحدث برسمية شديدة معها.. فقط نجلس للأكل فتسألنا بعض الأسئلة البسيطة ثم تعود لغرفتها.. ونحن كنا نراعي مشاعرها قدر الإمكان.. حتى الصغار لم يعودوا يطرقون بابها كالسابق..
وفي المدرسة.. كنت أفكر بقلق.. ماذا أقول حين يسألني أحد عن خبر زواج أبي؟ هل أدعو على أبي وأتحدث عنه بغضب وكأنه ارتكب جرماً كبيراً؟.. أم أنكر الخبر وأكذب؟.. أم أحاول أن أتهرب من الأسئلة وأتركها تدور في أعينهم ليتحدثوا في هذا الأمر خلف ظهري؟!
كنت أفكر في هذا الأمر كثيراً، وكنت قلقة بشأنه أكثر من قلقي بشأن زواج أبي نفسه.. لقد وجدت نفسي أخشى مواجهة الآخرين أكثر من مواجهة الواقع الجديد.. وبالفعل.. بدأت الأخبار تعرف طريقها للمدرسة.. وبدأت أسمع بعض الهمسات من خلف ظهري.. مثل:
- هذه.. نعم.. هذه.. مسكينة.. تزوج على أمها.. تصدقين..؟
- نعم.. الهنوف (ما غيرها).. أبوها تزوج على أمها.. تصدقين..؟!
كانت هذه الهمسات تجرحني أكثر من أي شيء آخر.. فقد أصبحت في أعينهم أثير الشفقة والعطف.. وكنت ألمح بوضوح كيف يغيرون بعض القصص والحكايات حين يمرون على قصة رجل تزوج بثانية حفاظاً على مشاعري..
وابتلعت كل تلك الآهات بصمت.. لكني عموماً.. كنت قوية.. وصامدة..

* * *

بعد أيام تحسنت حالة أمي وعادت للابتسامة.. فقد عاد أبي بعد أن سافر مع زوجته لأسبوع لأداء العمرة.. وقد أحضر لأمي طقماً رائعاً من الألماس.. لم أصدق أني أرى أبي!.. حين عدت من المدرسة ورأيته يجلس بهدوء وأمي تبتسم قربه وأمامهم صينية الشاي.. شعرت بسعادة غامرة.. أسرعت وضممته بشدة حتى أسقط عقاله.. ولم أحدثه في الموضوع.. سألنا عن أحوالنا وعن دراستنا كالعادة.. ثم تغدينا معاً وسط ضحكات أخوتي.. وبقي أبي لدينا حتى الغد.. وكان سعيداً جداً.. وكذلك أمي..
وفي المساء التالي سمعتها تتحدث مع خالتي على الهاتف.. أخبرتها أن أبي أحضر لها هدية وأخبرها بأن مكانتها ستبقى الأغلى لديه.. لكن في نبرة صوتها كان لا يزال هناك ألم..
حين دخلت عليها ذات يوم وهي تتصفح الجريدة.. سألتها بغباء وبلاهة – لا أعرف من أين أتتني! يمه هل أنت سعيدة مع أبي؟
رفعت رأسها مستغربة السؤال.. ثم عادت تتصفح الجريدة وهي تحاول أن تتهرب من النظر إلي..
- ليس كثيراً..!
وقلبت صفحة.. ثم قالت وهي تبعد خصلة شعرها خلف أذنها وتتابع القراءة.
- لكني لست حزينة.. الحمد لله.. فأبوك لم يتغير.. على الأقل أصبح يهتم بنا أكثر.. شعرت براحة من ردها الصريح.. والحقيقة أن البيت أصبح فعلاً أكثر هدوءاً منذ زواج أبي.. والمشاكل قلت بينهما.. فأصبح يراعي شعورها أكثر..
وحين يأتي يخرج بنا للنزهة وكأنه يعوضنا عن غيابه عنا.. كل ما هناك هو فقط كلام الناس.. وشماتة الحاقدين كزوجة عمي..

* * *

بعد عدة أشهر أستأذننا أبي في أن نرى زوجته الجديدة.. وسمحت لنا أمي بذلك.. وحين رأيتها انتابني – على عكس ما تصورت – شعور بالراحة والرضا.. فهي ليست كما تقول زوجة عمي فتاة جميلة وصغيرة! .. بل امرأة متوسطة العمر ونصيبها من الجمال قليل جداً.. وعرفت أن الذي أعجب أبي فيها هدوءها وأخلاقها الطيبة.. وقد كانت بشوشة.. مرحة.. وطيبة جداً كما يبدو.. كانت تضحك معنا وتروي لنا القصص عن طفولتها بمرح.. وكأننا نعرفها منذ زمن طويل.. وكان أبي سعيداً لاندماجنا معها..
وبعد أشهر جاء اليوم الذي انتظرناه طويلاً وهو اليوم الذي تتقابل فيه أمي معها.. والحمد لله أنهما انسجمنتا ولم تحدث أية مشاكل.. أنجبت زوجة أبي... وأصبح لي أخوة من أب.. لكنهم مثل أشقائي تماماً.. وكانت لأمي مثل الصديقة والأخت.. ومضت حياتنا سعيدة ولله الحمد.
وكلما تذكرت ذلك الخميس المرعب الذي سمعنا فيه بزواج أبي لأول مرة.. حمدت الله وشكرته.. لأن بعض الأمور تتحول لعكس ما تبدو عليه في أول الأمر..
(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم)..

**
مجلة حياة العدد (53) رمضان 1425هـ





- 22 -

بقلم / نورة الفصام

الأمس الذي لن يعود

إلى نصفي الآخر .. مع خالص المحبة :

سلسلة { اعترافات فتاة } (7) Ah-t-54
ربما لن أسلمكِ هذه الأوراق يوماً ما.. ولكنني كما عهدتني.. أحب سرد مشاعري على أسطر وأوراق لم ولن تنتهي حتى تنتهي تلك الصراعات بين كلماتي وأفكاري داخل رأسي.. وسأظل أتمنى أن تصلك هذه المشاعر مخطوطة على رسالة من الذكرى.. أوراقاً تحملها الأيام...


عندما ينتظر الإنسان مستقبلاً بفارغ الصبر.. ظناً منه بأنه سيتخلص من حياة قديمة باردة.. ثم يبدل الزمن صفحاته.. ويجده أصبح حاضراً لم يعلم بقدومه.. تصبح تلك الحياة القديمة في ناظره صفحة من الماضي يتمنى عودتها يوماً ما..


برغم أن كل شيء كان يبدو رائعاً.. ومتكاملاً.. إلا أن صوتاً كان يتردد في داخلي.. بأنه لا يزال مختلفاً... وأن قلبي لم يكن قد اعتاده بعد.. ربما لأنه عاش في ذكريات الماضي كثيراً.. لدرجة أنه ظن بأنه ينتمي إلى هناك.. في كل مرة أحاول أن أقتلعه وأعيده إلى الحاضر تغرقني الذكريات ويصيبني الاشتياق فانكب جاثية على ركبتي.. وأجد نفسي وقد عدت مرة أخرى إلى الماضي.. وهكذا..


كل شيء فيَّ ما زال كما عهدته.. ولكن تلك الابتسامة التي كانت تنبع من أعماق قلبي سابقاً.. أصبحت الآن مجرد ابتسامة جامدة أرسمها كل صباح..


كنت عندما أجر قدمي في ممرات المدرسة.. أحس بأن كل شيء حولي بارد.. وأرى هالة من السواد تغطيه.. فالشمس لا تبدو مشرقة كما كانت في السابق.. والمكان يخيم عليه الهدوء والصمت أكثر من المعتاد.. والفصل.. يبدو قاتماً مظلماً أكثر فأكثر.. في كل يوم أخطو فيه.. حقيبتي تبدو ثقيلة على كتفي أكثر من السابق.. ربما بسبب تغير عدد الكتب داخلها بتغير صفي الدراسي.. أو ربما لأني أصبحت أنتبه لهذه المنغصات كما لم أكن أفعل من قبل..


يحيط بي العديد ممن أعدهم صديقات.. ولكن يبقى ذلك الشعور بالاغتراب وربما الاختلاف يساورني في كل مرة يتحدثون فيها عما حدث في سنوات ماضية.. وأجد نفسي لا أعي مما يقولون شيئاً.. لأنني وبكل بساطة.. جديدة.. ومن طالبات هذه السنة.. ربما لم أعد أستحق ذلك المسمى الذي اعتدت أن تطلقيه علي.. وردة تجيد العيش في أي بيئة تغرس فيها.. أو ربما تلك الوردة قد اقتلعت من بين دفء من تحب.. لترمى على جبين الصحراء محاولة التكيف.. ولكن دون جدوى.. فهي وبكل بساطة أيضاً.. لا تنتمي إلى هناك..


عندما التصق بذلك الكرسي.. كلمات مخطوطة في ذلك اللوح أمامي.. أصوات عديدة حولي لا أستطيع تمييزها.. ولكن صوت المعلمة وحده يتردد بين جدران الفصل.. في لحظة.. ينتابني شعور لا أعلم بما يسمى.. ربما مزيج من الغربة والملل.. تنخفض الأصوات حولي.. أغمض عيني لثانية.. فإذا بكل شيء يتبدل.. وتبدأ مخيلتي بنسج صورة مكان آخر يظل قلبي مردداً بأنه يُفترض أن يكون فيه.. ملامح يألفها قلبي.. تبتسم لها شفتاي.. نعم.. مكان أعرف فيه كل من حولي.. وكل من حولي يعرفني.. أتلمس الكرسي.. ذات الملمس القديم الذي عهدته.. ذات الخطوط والكلمات التي رسمتها على ذات الطاولة التي أمتلكها.. والأهم من ذلك كله.. ذات الطالبة التي اعتدت وجودها بجانبي.. تضحكين على كل تعليق على تلك وذاك مما يجود به لساني أو يخطه قلمي خفية.. وإن كان تافهاً.. وعندما أصمت.. تلوحين بيدك أمام عيني.. لتعيديني إلى الفصل من مكان خيالي آخر.. أرحل إليه..


ينسج اشتياقي نسيجاً رائعاً ليغطي عيني فلا أرى ولا أسمع إلا ما كنت أريده.. حتى أؤمن أن كل ما كان سوى حلم مزعج راودني ليبين لي قيمة ما أملك.. ولكن صوت المعلمة ذاك كان كفيلاً في كل مرة بأن يمزق نسيجي الجميل..


(أنت ياللي هنا!.. قومي جاوبي..) .. أقف منتصبة يهزني الخمول.. وأخلع ذلك النسيج عن عيني محاولة استراق النظر إلى ما خط على ذلك اللوح.. مدعية بأنني مستوعبة لكل ما كانت تقول.. ولكن ما تسأله قد استصعب علي (أنت وش اسمك؟!).... ترتسم على شفاي ابتسامة الدهشة.. وينحني حاجبي إلى الأسفل... (هاه؟!) .. يتساءل داخلي.. (أنا؟!... ألا تعلم اسمي أنا؟!.. غريبة!!.. أنا من كان صيتها وصيت من كن معها ذائعاً في كل مكان.. وصدى أسمائهن يتردد على مسامع القريب والغريب.. أنا؟!.. ألا تعلم ما اسمي؟!.. وقبل أن أنطق بحرف يرد علي صدى صوت داخلي متردداً في جوفي.. بأنني لم أعد من اعتدت أن أكون..


كنت أحاول إقناع نفسي دائماً.. بأن ما أعيشه الآن أصبح ما يعد مدرستي.. وأن أياماً انطوت تحمل حياة سابقة.. وأيام فرشت تحمل حياة أخرى سأعيشها في كل يوم تشرق فيه شمس مكتوب في عمري على فناء هذه المدرسة.. (مدرستي).. كما يجب لها أن تكون.. ولكن الحقيقة تظهر دائماً... عندما كنت أتحدث مع إحدى الصديقات (مدرستكم نظامها غريب.. كنا في مدرستي غير).. وكأن اسمي لا يندرج بينهم.. أو حينما تثقل أذني بكثرة أحاديثهم المشوقة ولكنها تظل أحاديث.. أردف قائلة: (في مدرستكم تتكلمون كثير.. في مدرستي ما كنا نجلس)..


أتعلمين.. أوقفتني عبارة إحداهن يوماً.. (يبدو وأن كل يوم في مدرستكم كان مختلفاً عن سابقه!).. جرفني الحنين بعباراتها وأيقظ معانٍ داخلي لم أكن أعلم بوجودها.. نعم.. أتذكرين كم كنت أمقت التغيب.. ليقيني بأن صفحة اليوم دائماً ما تكون أحرفها مختلفة عن حروف الأمس.. كل يوم كان يعنى بيومه في حياتنا...


كل شيء كان رائعاً.. لحظات ولحظات كانت تنقش على قلبي بذكراها.. دون أن أحس بها.. أو أحس بقيمتها.. ربما بسبب الاعتيادية التي تلونت لي فيها.. وتهيأت أمام ناظري.. وأصبحت أريد شيئاً واحداً.. تغييرها لعيش لحظات جديدة وحياة جديدة بكل معانيها.. أو ربما بسبب ذلك الطمع الذي كان يكبر في داخلي باحثاً عن الأفضل مما هو فيه.. دون أن يعلم أو يتقين.. بأن ما لديه.. هو الأفضل..


دائماً كنت أنادي قلبي الذي سكن الماضي.. طالبة منه عيش الحاضر.. ولو للحظة.. علّه يجيد التأقلم فيه.. يألف قلوباً تجري البهجة بين أوردته مرة أخرى.. فيردَّ عليَّ سارداً ذكريات تلك الأيام التي كانت لحظاتها ترمى خلف ظهورنا.. محسوبة من أعمارنا.. فيمتع أذني بها.. ولكن اشتياقي يضل واخزاً في داخلي ينغص علي تلك المتعة..


ألا تزالين تذكرين تلك الأيام جيداً؟!.. كم أتمنى أن تكون تلك الجدران لا تزال تردد أصوات أحاديثنا.. وتلك الزوايا.. لا تزال تحفظ صورتنا بين تصدعات جدرانها.. نعم... لن أتمنى أن أعود الآن لأحضانها.. لأنني أعلم بأن كل شيء لم يعد كما كان منذ تركته لآخر مرة.. ولكنني أتمنى أن أعيد عقارب الساعة إلى الوراء.. إلى تلك اللحظات ذاتها.. لأعيشها مرة أخرى.. كنت أعلم أن الحياة صعبة.. ولكنني الآن أيقنت أنها أصعب.. متى ما واجهتها وحيدةً..


نعم.. لا أزال أذكر ذلك اليوم جيداً.. بمرارة.. آخر يوم دراسي من أيام ذلك العام.. أتذكرين تلك الضحكة التي ظلت مرسومة على شفتاي منذ بدايته.. بحجة أنني لم أكن أريد أن أملأ اليوم دموعاً تعيدني إلى منزلي خائبة تثقلني الهموم.. ليس كنهاية كل عام.. أريد قضاءه بسعادة متناهية ليظل مشرقاً في كتاب ذكرياتي.. قد يكون ذلك صحيحاً.. ولكنني كنت أعلم في داخلي أن ذلك مجرد سعادة مصطنعة.. ربما لتوهمي.. بأنني وأخيراً.. سأتخلص من أثقل أيامي.. وسأحصل على ذلك المستقبل بحلته الجديدة.. أو ربما سعادة اختلقتها بمرور الأيام.. لأغطي بوادر جرح بدأ ينشق في داخلي.. وضعف من مواجهة ذلك الجديد والفشل فيه.. جرحٌ لم أكن أظن أنه سيختفي يوماً ما..


لا أزال أتذكر كيف طلبت منك عدم البكاء لتتبعي سياستي الجديدة التي اتخذتها نهاية ذلك العام.. وكعادتك أجبت بالانصياع لما كنت تعتقدين بأنه صحيحاً.. ومنطقياً.. ولكنني أظن بأن قلبك لم يكترث بذلك المنطق.. وظلَّ يذكرك ولآخر لحظة.. بأن ما يمر من حياتك الآن من لحظات.. هي آخر اللحظات.. وأن الأسطر التي يسجلها التاريخ والذكرى الآن.. هي آخر الأسطر الذي سيردف فيها اسمي مع اسمك بجانب بعضهما البعض.. نعم في نهاية ذلك اليوم.. لم أجدك.. أخذت التفت يمينا وشمالاً.. ولكنني لم أجدك.. كانت لحظات معدودة من البحث.. لا تزال صورتك مطبوعة في داخلي.. كنت قد اختبأت عن ناظري في أحد الممرات وانطويت ترسلين دموعاً لم تعد عينيك قادرة على إخفائها طوال اليوم.. وأسقطت تلك الضحكة التي فرضتها عليك.. بعد أن أصبحت ثقيلة على شفتيك.. كم كنت صغيرة حينها.. صغيرة الإحساس والعقل في تلك اللحظة.. برغم تظاهري أنني لم أكن كذلك..


إلا أن الأيام والتفكير كانت كفيلة بأن توقفني على تلك الحقيقة.. كنت تعلمين بأن كل شيء لن يبقى كما كان.. كل شيء سيختلف ويتبدل بعد ذلك اليوم.. ولكنني لم أكن أعي ذلك.. ببساطة.. ظننت بأنه وككل صيف.. سيعود كل شيء كما كان.. وكان ذلك الشعور بالطمأنينة.. يغطي ذلك الخوف والضعف طوال تلك الأيام..
حتى خطوت في هذه المدرسة ولأول مرة.. انقبض صدري.. وأحسست بأن نبضات ذلك القلب أخذت تتسارع.. وأنفاسي أخذت تقل شيئاً فشيئاً.. أحسست بأن كل ما حولي توقف.. الزمن.. الناس. وحتى عمري.. أو هكذا بدا لي..


لا زلت أذكر كيف ظللت أياماً أخادع نفسي.. بأنه هذا هو المستقبل الذي كنت أنتظره.. وأن ما أحس به مجرد أوهام.. ولكن الأقنعة كانت ثقيلة لدرجة أنها سقطت ولم يعد هناك ما يحول بيني وبين الواقع الذي بتّ أعيشه.. نعم.. يظل الإنسان يحقر ما لديه.. ويطمع في المزيد.. لأن مخيلته تبقى تنسج له عالم أفضل وأكمل.. فيصغر ما لديه.. ولا يحس بقيمة ما يملك.. حتى يفقده...


ربما يصيبك التعجب من صيغة الماضي التي سبقت بها عباراتي.. ولكنني أردت أن أخبرك.. بأن الأيام أخذت تسجل ذكريات رائعة في صفحات كتابي رغماً عني.. أردت أن أخبرك بأن قلبي قد قرر وأخيراً أن يجرب حياة الحاضر.. وقد أجاد التأقلم فيها نوعاً ما.. فقد ترك الماضي مكاناً دافئاً يلجأ إليه متى ما حل شتاء الحنين والاشتياق..


نعم.. لم أعتقد يوماً أن يتلاشى ذلك السواد الذي كان مخيماً على جميع أرجاء ما حولي.. فقد عرفت أنه لم يكن سوى دموعٍ تجلدت في عيني.. وزالت مع مرور الأيام...


أردت فقط أن أخبرك.. بأنك لا تزالين ذلك المعنى الجميل في حياتي.. ذلك المعنى الذي يخالط أحلامي وواقعي في كل يوم من أيام عمري.. وأتمنى أن أعود لأعيش لحظة من تلك اللحظات.. لأبين لك عندها كم تعنين لي..

وستظلين يا صديقتي نصفي الآخر.. وكل ما خادعني اشتياقي بأن صورتك بدأت تختفي من داخلي.. أغمض عيني وأرحل حالمة إلى مكان حيث أعلم أنك ستكونين فيه.. دائماً..


أردت أن أخبرك بأني لا أزال تلك الوردة التي تجيد العيش في أية بيئة.. وإنما لم يكن عليَ سوى أن أمد جذوري قليلاً لأن المياه لم تكن تبعد عني سوى أشبار معدودة.. ومهما سجلتّ الأيام من ذكرى ومهما كانت رائعة.. فستسجلها في صفحات أخرى.. تحت عنوان آخر..


كل هذا ليس لأنني وصلت إلى الأفضل الذي كنت أبحث عنه.. إنما لأني خشيت أن أمقت الحاضر وأعشق الماضي.. كما كنت أعشق المستقبل سابقاً.. أخشى أن أظل أتمنى الأمس أن يكون غداً متجاهلة اليوم وما يحمله من معاني.. متناسية بأنه بعد كل أربع وعشرين ساعة.. يكون اليوم أمساً.. سأتمنى كونه غداً يوماً ما..


[/size]
[/size]
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام

علم بلدك علم بلدك : سلسلة { اعترافات فتاة } (7) Male_e10
ذكر الميزان
عدد المساهمات : 8474
نقاط : 2147488620
تاريخ الميلاد : 28/09/1986

تاريخ التسجيل : 07/10/2010

العمر : 37
الموقع : https://egyfree.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : محاسب عام

الوظيفة : سلسلة { اعترافات فتاة } (7) Accoun10
المزاج : الحمد لله على كل حال

https://egyfree.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى