ابو دجانة

صاحب عصابة الموت

لقد كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة فى كل شئ لكن بعضهم كان يتميز أحيانا عن غيره بصفة تظهر فيه جلية واضحة كالشمس فى رابعة النهار .
وها نحن على موعد مع بطل كان اذا ربط على رأسه العصابة الحمراء هبت رياح الموت فى كل مكان
أبو دجانة ( سماك بن خرشة ) وقد شهد المغازى النبوية جميعها

الرجل الذى أخذ سيف النبى صلى الله عليه وسلم بحقه

عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله أخذ سيفا يوم أحد فقال : من يأخذ منى هذا ، فبسطوا أيديهم كل انسان منهم يقول : أنا ، أنا ، قال : فمن يأخذه بحقه ؟ قال فأحجم القوم ، فقال سماك بن خرشة ( أبو دجانة ) أنا آخذه بحقه ، قال : فأخذه ففلق به هام المشركين .
وكان ينشد قائلا :

أنا الذى عاهدنى خليلى .......... ونحن بالسفح لدا النخيل
أن لا أفوم الدهر فى الكيول .......... أضرب بسيف الله والرسول

حديقة الموت وساعة الرحيل

ظل أبو دجانة الشجاع الثائر يبحث عن الشهادة فى مظانيها وأطلق لسيفه العنان لحرب أعداء الله الى أن جاءت معركة اليمامة فانطلق يجول ويصول بسيفه الذى فلق به هام المشركين فانكسرت رجله وعلى الرغم من ذلك نهض وظل يقاتل ببسالة وفداء وكأن الله أبدله بجناحين يطير بهما فى أرض المعركة

أين تلك المكارم

قال زيد بن أسلم : دخل على أبى دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له ما لوجهك يتهلل ؟ فقال : ما من عمل شئ أوثق عندى من اثنتيت : كنت لا أتكلم فيما لا يعنينى ، والأخرى فكان قلبى للمسلمين سليما .

فأين تلك الأخلاق والمكارم أيها المسلمون

لقد أصبح الكثيرون ممن ينتسبون الى الاسلام لا يفترون لحظة واحدة عن الخوض فى أعراض المسلمين حتى استفحل الأمر وأصبحوا يخوضون فى أعراض علماء المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله
وأما عن الأخرى فأنا أسألكم بالله من منا يبيت ليلة وليس فى قلبه غل ولا حقد ولا حسد ولا ضغينة لأحد من المسلمين

فرضى الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين.